مقالات

مايا مرسي.. حين يصبح التضامن وجدانًا وزيرة تضع الإنسان أولًا في دفتر مهامها اليومية

بقلم / السيد عيد

ليست كل الوزارات تُقاس بالأرقام، ولا كل المناصب تُروى بالسير الذاتية فقط… هناك مواقع في الدولة تمسّ وجدان الناس، وتخاطب ألمهم اليومي، وتُقاس بنبض الأمهات، وبكاء طفل بلا مأوى، وصمت مسنّ لا يجد الدواء أو دفء الكلمة.

في وزارة مثل “التضامن الاجتماعي”، لا يكفي أن تكون خبيرًا في الإدارة أو السياسات العامة، بل لا بد أن تكون إنسانًا أولًا… وهنا تبرز الدكتورة مايا مرسي.

امرأة دخلت إلى الوزارة لا من باب البروتوكول، بل من نوافذ الرحمة والمعرفة، حاملة في حقيبتها سنوات من العمل الأممي، وفي قلبها همّ النساء والفقراء والضعفاء. لم تأتِ لتدير الملفات فقط، بل لتفتحها على اتساعها، وتعيد قراءتها بلغة لا تعرفها الروتينات الحكومية: لغة الإنسان.

نبذة شخصية ومؤهلات علمية

تاريخ الميلاد: 13 ديسمبر 1973.

المؤهلات الأكاديمية:

بكالوريوس علوم سياسية من الجامعة الأمريكية بالقاهرة (1995) .

ماجستير إدارة أعمال وماجستير إدارة عامة من جامعة مدينة سياتل (1997-1998) .

دكتوراه في السياسات العامة والأمن الإنساني للمرأة من معهد الدراسات العربية (2008) .

المسيرة المهنية

بدأت عملها في مشاريع المعونة الأمريكية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) في الفترة 1995–1999 .

شغلت منصب المنسق الوطني لمشروعات صندوق الأمم المتحدة للمرأة (UNIFEM) والتواصل مع جامعة الدول العربية من 1999 إلى 2010 .

عملت رئيسة لمكتب هيئة الأمم المتحدة للمرأة في مصر (2010–2013) .

قادت برامج تمكين المرأة للمنطقة العربية في مركز UNDP الإقليمي (2013–2016) .

رئيسة المجلس القومي للمرأة منذ 1 فبراير 2016 حتى 3 يوليو 2024، وكانت أصغر من تولى هذا المنصب منذ تأسيس المجلس في عام 2000 .

وزيرة التضامن الاجتماعي منذ 3 يوليو 2024 .

أدوار وطنية ودولية

تمثّل مصر كعضوة منتخبة في لجنة الأمم المتحدة لسيداو (CEDAW) للفترة 2023–2026 .

رأســت المجلس الوزاري لمنظمة تنمية المرأة في “التعاون الإسلامي” والمجلس التنفيذي لمنظمة المرأة العربية .

قادت إطلاق “المحرك الوطني لتقليل الفجوة بين الجنسين” بشراكة بين الحكومات والقطاع الخاص والمنتدى الاقتصادي العالمي .

أشرفت على مبادرات تمكين رقمي وإنشاء برنامج “تحويشة” للشمول المالي للسيدات .

جوائز وتكريمات

أول مصرية تفوز بجائزة “امرأة العقد في التمكين والحياة العامة” عام 2018 .

ضمن “50 سيدة الأكثر تأثيرًا في مصر” عام 2016 .

جائزة العمل الريادي للمرأة من الإمارات عام 2019، وتكريم رسمي من السيدة الأولى عام 2020 .

إنجازات بارزة كوزيرة تضامن

1. غلق 26 دار رعاية على مستوى الجمهورية خلال عام (يوليو 2024–يونيو 2025) لضمان حقوق النزلاء ومحاسبة أي مخالفين .

2. تطوير منظومة “إدارة الحالة” للرعاية للأطفال بلا مأوى، مع فرق تدخل سريع مدربة .

3. الإشراف على أكبر برنامج حماية اجتماعية في مصر والعالم العربي: تكافل وكرامة؛ دعم أكثر من 7.7 مليون أسرة، وخروج 3 ملايين من الدعم نتيجة تحسن الأوضاع، ضمن تعزيز التمويل 11 مرة بناءً على توجيهات الرئيس .

4. إطلاق خدمات مبتكرة وتحول رقمي (مثل “المتسوق السري”، غرفة تحكم مركزية، زيارات مفاجئة) لتعزيز جودة الخدمة وتقليل التكدس .

5. دراسة إحياء “التكية” كمؤسسة مجتمعية لوجبات متكاملة كرمز للتكافل .

6. تخصيص تمويل يقارب 10 مليارات جنيه لقروض الأسر الفقيرة عبر “بنك الفقراء” بمشاركة بنك ناصر والبنك الزراعي وجمعيات تعاونية .

الدكتورة مايا مرسي تمثل نموذجًا رائدًا لقائد مسؤول ذو خبرة محلية وعالمية، يجمع بين التخصص الأكاديمي في السياسات العامة وفهم عميق لملفات تمكين المرأة والحماية الاجتماعية. من عملها في الأمم المتحدة، إلى قيادتها للمجلس القومي للمرأة، وصولاً لتحقيق تكامل ملموس على الأرض كوزيرة تضامن، فقد أسهمت بإحداث تغييرات فعالة في مصر تلمس حاجات الفئات الأولى بالرعاية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى