١٠٥٦ عامًا على تأسيس القاهرة

مريم أحمد
في مثل هذا اليوم، وُلدت “ابنة المعزّ” القاهرة، المدينة التي شهدت على تاريخٍ عريق، وخرجت منها شخصيات ضحّت لتبقى “المحروسة” عالية شامخة.
القاهرة. مدينة الألف مئذنة، مدينة الحضارة والدهشة.
في يوم 6 يوليو عام 969م، الموافق 17 شعبان سنة 358هـ، دخل جوهر الصقلي مصر، قائدًا لجيوش الدولة الفاطمية، وقام بتأسيس عاصمة جديدة للدولة، أطلق عليها أولًا اسم “المنصورية”، نسبة إلى الخليفة المنصور بالله، والد الخليفة المعزّ لدين الله الفاطمي.
وعندما جاء الخليفة المعز بنفسه إلى مصر، تغيّر الاسم لتُعرف المدينة باسم “القاهرة المعزية”.
وقد سُمّيت “القاهرة” بهذا الاسم، لأن كوكب المريخ (الذي كان يُعرف آنذاك بـ”القاهر”)، مرّ في السماء أثناء وضع حجر أساس المدينة، فكان ذلك فألًا بالنصر، فسمّيت “القاهرة”.
تميّزت القاهرة بأسوارها الثمانية التي فصلتها عن الفسطاط والعسكر والقطائع، ولها أبواب شهيرة منها:
باب الفتوح، باب زويلة، باب القنطرة، باب المحروق، باب الفرج، باب السعادة، باب النصر، باب البرقية.
وبُنيت منطقة “بين القصرين”، التي احتضنت القصر الشرقي الكبير والقصر الغربي، وكان لكل منهما أبواب مهيبة:
للقصر الشرقي تسعة أبواب:
باب العيد، باب قصر الشوك، باب البحر، باب الذهب، باب تربة الزعفران، باب الزهومة، باب الديلم، باب الريح.
أما القصر الغربي فأُضيف لاحقًا في عهد الخليفة العزيز بالله، وله أربعة أبواب:
باب التبّانين، باب الساباط، باب مراد، باب الزمرد.
وفي قلب هذه المدينة، أسّس جوهر الصقلي جامع الأزهر، الذي ما زال حتى يومنا هذا منارةً للعلم والدين والفكر.
دخل الخليفة المعز القاهرة يوم 7 رمضان سنة 362هـ، حاملاً معه ثلاثة توابيت لآبائه: المهدي، القائم، والمنصور، ليدفنهم في تربة الزعفران.
مرت على القاهرة عصورٌ كثيرة، وتوالى عليها ملوك وسلاطين، تركوا لنا تراثًا عظيمًا من العمارة الإسلامية، وفي كل مئذنة وكل شارع حكاية، تحكي تاريخ القاهرة المحروسة.