“رحيل تحت الضغط”.. انتحار طبيب شاب في أسيوط يفتح ملف الصحة النفسية للأطباء

كتب / عادل النمر
في واقعة صادمة هزّت الوسط الطبي بمحافظة أسيوط، أقدم طبيب شاب يُدعى علي السيد جلال، ويعمل بمستشفى أسيوط الجامعي، على إنهاء حياته بإلقاء نفسه في مياه ترعة الإبراهيمية، وسط حالة من الحزن العميق بين زملائه وأصدقائه.
بحسب شهادات مقربين منه، كان الطبيب يعاني في الفترة الأخيرة من ضغوط نفسية ومهنية متراكمة، وكان يردد كلمات تعكس حجم معاناته الداخلية، من أبرزها: “أنا مش آلة.. أنا خلاص خلصت”. وذكر عدد من زملائه أنه كان في حالة انطواء واكتئاب ملحوظة، وكان يبكي كثيرًا خلال فترات العمل، دون أن يلقى الدعم أو الاهتمام الكافي.
وقد فتحت الجهات المعنية تحقيقًا في الحادث للوقوف على ملابساته، فيما نعت إدارة المستشفى الطبيب بكلمات مؤثرة، واصفة إياه بالشاب الخلوق والمجتهد، الذي كان يؤدي عمله بكل أمانة رغم الضغوط الهائلة.
أثار الحادث جدلاً واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث طالب عدد من الأطباء والنشطاء بضرورة توفير دعم نفسي حقيقي ومُنظّم للعاملين في القطاع الطبي، إلى جانب إعادة النظر في بيئة العمل التي قد تتحول، في بعض الأحيان، إلى عبء لا يُحتمل.
ويبقى هذا الحادث المؤلم دعوة مفتوحة لإعادة التفكير في الطريقة التي نتعامل بها مع الصحة النفسية داخل المؤسسات الطبية، والتأكيد على أن الطبيب إنسان قبل كل شيء، يحتاج إلى من يسمعه ويدعمه.