الصحة والجمال

أسرار جمال النساء المغربيات: مزيج من التقاليد العريقة والطبيعة السخية

كتبت: د. إيمان بشير ابوكبدة 

لطالما أثارت النساء المغربيات الإعجاب بجمالهن الطبيعي الآسر، الذي يجمع بين سحر الشرق وعبق الأصالة. هذا الجمال ليس وليد الصدفة، بل هو نتاج قرون من التقاليد المتوارثة، والاعتماد على خيرات الطبيعة الغنية التي تزخر بها أرض المغرب. فما هي يا ترى أسرار هذا الجمال الفاتن الذي تتناقله الأجيال؟

قوة الطبيعة في خدمة الجمال

يعتمد سر جمال المرأة المغربية بشكل كبير على استخدام المنتجات الطبيعية المستخلصة من البيئة المحلية. إليك أبرزها:

زيت الأرغان “الذهب السائل”: لا يمكن الحديث عن الجمال المغربي دون ذكر زيت الأرغان، هذا الزيت النادر الذي يُستخرج من شجر الأرغان المتوطن في المغرب. يُعرف بخصائصه المرطبة والمغذية الفائقة للشعر والبشرة. تستخدمه المغربيات كمرطب يومي للوجه والجسم، وزيتًا معالجًا للشعر يمنه اللمعان والقوة ويحميه من التلف. غني بفيتامين هـ ومضادات الأكسدة، مما يجعله مضادًا للشيخوخة بامتياز.

الطين الغسول (الصلصال البركاني): يعد الغسول من المكونات الأساسية في روتين الجمال المغربي. هذا الطين الطبيعي يستخدم لتنظيف البشرة والشعر بعمق، فهو يمتص الشوائب والزيوت الزائدة دون أن يسبب الجفاف. يخلط عادة بالماء أو ماء الورد للحصول على قوام كريمي يطبق كقناع للوجه والجسم، أو كشامبو طبيعي للشعر.

الصابون البلدي (الصابون الأسود): هذا الصابون التقليدي المصنوع من الزيتون وزيت الأرغان هو مفتاح الحمام المغربي الشهير. يعمل على تقشير البشرة بلطف وإزالة الخلايا الميتة، مما يترك البشرة ناعمة كالحرير ومشرقة. يستخدم عادة مع ليفة التقشير الخشنة.

ماء الورد: لا يقتصر استخدام ماء الورد على تعطير البشرة فحسب، بل هو قابض طبيعي للمسام ومنعش للبشرة. تستخدمه المغربيات كتونر يومي بعد تنظيف الوجه، أو كرذاذ منعش خلال اليوم للحفاظ على ترطيب البشرة وإشراقها.

الحناء: لا تزال الحناء تلعب دورًا محوريًا في ثقافة الجمال المغربي، ليس فقط لتلوين الشعر ومنحه لمعانًا طبيعيًا، بل أيضًا كقناع مغذٍ ومقوٍ للشعر وفروة الرأس. كما تستخدم في نقوش الزينة على اليدين والقدمين في المناسبات والأعياد.

العكر الفاسي (دم الغزال): هذا المسحوق الأحمر الطبيعي المستخرج من زهور شقائق النعمان يستخدم لتلوين الشفاه والخدود بشكل طبيعي، مما يمنحها لونًا ورديًا جذابًا يدوم طويلاً.

طقوس الجمال المتوارثة: الحمام المغربي

يعتبر الحمام المغربي طقسًا أساسيًا لا يتجزأ من روتين الجمال الأسبوعي أو نصف الأسبوعي للمرأة المغربية. هو ليس مجرد مكان للاستحمام، بل هو تجربة شاملة للعناية بالجسم والاسترخاء. يشمل الحمام المغربي عدة مراحل:

التعرق: الجلوس في غرفة بخار لفتح المسام وتليين الجلد.

تطبيق الصابون البلدي: يتم تدليك الجسم بالكامل بالصابون البلدي وتركه لعدة دقائق.

التقشير بالليفة: استخدام الليفة المغربية (الكيس) لفرك الجسم بقوة وإزالة الخلايا الميتة والشوائب.

الشطف: شطف الجسم جيدًا بالماء الدافئ.

تطبيق الغسول أو ماسكات طبيعية: لترطيب وتغذية البشرة.

التدليك بالزيوت الطبيعية: لترطيب البشرة بعمق بعد الانتهاء.

يترك الحمام المغربي البشرة ناعمة ونقية ومتجددة، كما يساعد على تنشيط الدورة الدموية والاسترخاء.

نظام غذائي صحي ومتوازن

يلعب النظام الغذائي دورًا لا يقل أهمية عن المنتجات الخارجية في الحفاظ على جمال المرأة المغربية. يعتمد المطبخ المغربي على المكونات الطازجة والصحية مثل:

 زيت الزيتون: مصدر غني بمضادات الأكسدة والدهون الصحية.

الخضروات والفواكه الموسمية: التي توفر الفيتامينات والمعادن الضرورية للبشرة والشعر.

البقوليات والحبوب الكاملة: مصادر غنية بالبروتين والألياف.

الشاي بالنعناع: مشروب أساسي في الثقافة المغربية، غني بمضادات الأكسدة ويساعد على الهضم.

الاهتمام بالتفاصيل

لا يقتصر جمال المرأة المغربية على البشرة والشعر، بل يمتد ليشمل الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة مثل:

  العناية بالأظافر: التي غالبًا ما تُزين بالحناء أو الطلاء بألوان زاهية.

الرموش والحواجب: غالبًا ما تكون كثيفة وطبيعية، ويتم إبرازها بشكل خفيف.

 الابتسامة: التي تكتمل بالأسنان البيضاء النظيفة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى