فضل الصلاة

بقلم: خديجة ربيع
وقف الحسن البصري عند قبر بعد دفن صاحبه ثم التفت على رجل كان بجانبه فقال: أتراه لو رجع الدنيا ماذا يفعل؟ فقال الرجل: يستغفر ويصلي ويتزود من الخير
فقال الحسن: هو فاتته …فلا تفوتك أنت!
قال صلى الله عليه وسلم” إن أول ما يُحاسب عليه العبدُ يوم القيامة من عمله الصلاة فإن صلحت فقد أفلح وانجح وإن فسدت فقد خاب وخسر وإن انتقص من فريضة قال الربُّ: انظروا هل لعبدي من تطوع؟ فيكمَّلُ بها ما انتقص من الفريضة ثم يكون سائر عمله على ذلك.”
ولقد جعلها الله ـ جل وعلاه ـ من الأسباب التي يُكفر الله بها الذنوب والخطايا…
فإن الصلاة عماد الدين وعصام اليقين ورأس القربات وغرَّة الطاعات.
وهى أول فريضة بعد الإخلاص والتوحيد.
ولقد افترضها الله ـ جل وعلاه- على جميع الأنبياء- صلوات ربي وسلامه عليهم-.
فأخبر الحق -جل وعلاه- أن الأنبياء كان يفزعون إلى الصلاة ويعبدون لله وحده ويتقربون إليه
وجعلها النبي صلى الله عليه وسلم من أعمدة هذا الدين التي لا يقوم الدين إلا بها.
لابد لنا من وقفة صادقة مع الصلاة وأحوال المصلين ومع توالي الأيام والليالي ابتعدت الأمة -إلا من رحم الله- كثيرًا عن مصدر النور والهدى.
صديقي المسلم الصلاة هو التعبد لله تعالى بقولِ وفعلِ وحب اللّٰه ورسوله والخشية من الله والرجاء والإنابة والتوكل.
الخشوع هو لُب الصلاة ومعناه حضور القلب وإذا أحس العبد بشيء يصرف عن الخشوع فليستعذ بالله من الشيطان الرجيم كما أمرنا بذلك النبي صلى الله عليه وسلم ولا شك أن الشيطان حريص على الإنسان في جميع العبادات ولا سيما الصلاة التى هى أفضل العبادات بعد الشهادتين ومن أفضل الأسباب التي تُعينه على الخشوع في صلاته أن يستحضر أنه واقف بين يدي الله وأنه يناجي ربه عز وجل.
يا عبد اللّٰه وُلُدنا مسلمين وأنعم علينا الإسلام بدون مشقة وأهدانا القرآن حتى لا نشقى فألتزموا طاعة اللّٰه وفي عقوبة تارك الصلاة.فكل من ترك الصلاة وقع في شِباك الشيطانِ ومن ترك الهدى وقع في الضلال فالخوف من الله يستلزم العلم به والعلم به يستلزم خشيته وخشيته تستلزم طاعته.
فهذة الصلاة يا عبدُ اللّٰه السكينة هى راحة البال وراحة الجسد وهدوء القلب والسعادة هى الملجأ وملاذك من هموم الدنيا وتنجو من حزنك بسجدة تتساقط ذنوبك وهمومك وإلا ما قال النبي صلي الله عليه وسلم في كل اذان” قُم اريحنا بها يا بلال”
كما قال تعالى” وصلِّ عَلَيْهُم إن صَلاتَك سَكَن لَّهُمْ”.
لقد مدح الله المصلين وجعلهم من أهل الفردوس الأعلى.
إن من عظم قدر الصلاة أخر وصية من النبي صلى الله عليه وسلم لأمته من بعده “الصلاة وما ملكت أيمانكم”
ففي قوله تعالى: ” فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون”
ويقول تعالى: ” حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين
ويقول تعالى: ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى”
ويقول تعالى: ” إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابًا موقوتًا”
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “راس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروو سنامه الجهاد”
قُم واستشعر يقينًا أنه يراك سبحانه: “الذي يراك حين تقوم وتقلُبك في الساجدين”
تذكر أنَّما الدنيا سرابٌ آفل يومًا وما كانت لنا حقًا سِوى معبر
نسأل الله الهداية ويرزقنا السكينة والوقار، لا أذاقك الله انتكاسة القلب بعد ثباته ولا وحشة الروح بعد أنسها بالله عزّ وجل ..
لذلك ردد هذة الآية ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا واهب لنا من لدنك رحمة وهييء لنا من أمرنا رشدًا”
والحمد للّٰه رب العالمين أولًا وأخرًا، وظاهرًا وباطنًا وصلواته وسلامه على سيدنا محمد خير خلقه اجمعين كلما ذكره الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون وعلى سائر النبيين وآل كل وسائر الصالحين.