مقالات

كشف المستور في وفاة مدير إدارة الباجور التعليمية

بقلم : عادل النمر

تحوّل خبر وفاة الأستاذ أسامة بسيوني، مدير إدارة الباجور التعليمية، أثناء زيارة السيد وزير التربية والتعليم، إلى قضية رأي عام أثارت الكثير من التساؤلات. ومن منطلق الشفافية والحياد، نكشف في هذا التقرير بعض الحقائق حول الواقعة كما وردت من مصادر متعددة وشهادات موثقة.
تقدَّم النائب أيمن عبد الهادي، عضو مجلس النواب، والأستاذة النائبة سناء السعيد، والأستاذ هانى خضر عضو لجنة الخطة والموازنة ، بطلب إحاطة عاجل إلى رئيس مجلس النواب، بشأن ملابسات وفاة الأستاذ أسامة بسيوني، أثناء زيارة السيد الوزير. وقد تم استدعاء كلٍّ من:
معالي دولة رئيس الوزراء
السيد وزير التربية والتعليم
وذلك استنادًا إلى المادة (134) من الدستور المصري، في ضوء ما ورد من شهادات قد تُشير إلى ضغوط نفسية تعرض لها الفقيد.
شهادة وكيل وزارة التعليم بالمنوفية :-
أدلى الأستاذ محمد صلاح، وكيل وزارة التربية والتعليم بالمنوفية، بشهادة جاء فيها:
“اتصل بي مكتب الدكتور المحمدي وطلب مني إعطاء رقم هاتفه لمدير عام إدارة الباجور، لتوجيهه بالاتصال به. وبالفعل، تواصل الأستاذ أسامة مع الدكتور المحمدي، لكنه لم يُجب. ثم اتصل بي الأستاذ أسامة وأخبرني أنه التقى بالدكتور المحمدي في إحدى المدارس على خط سير الزيارة. ودار بينهما حوار، وجه فيه الدكتور المحمدي اللوم للأستاذ أسامة، وطلب منه مغادرة المكان فورًا والتوجه إلى الوزارة. وبعد أن انتظر قليلًا، عاد الدكتور المحمدي مرة أخرى، وكرر نفس الطلب بصيغة أشد. هذه المكالمة جرت بيني وبين الفقيد، وأكد لي نفس التفاصيل زميل آخر اتصل به قبل وفاته. وأشهد الله على أنني أُحاسب على كل كلمة قلتها.”
ويفترض ان الدكتور المحمدي، بصفته نائب الوزير، لا يصدر أي توجيهات إلا بتكليف مباشر من الوزير.
رواية الطبيبة النفسية:ـ
نشرت الدكتورة نسرين العمري، الطبيبة النفسية، عبر صفحتها الشخصية، تشخيصًا لحالة الوفاة، استنادًا إلى روايات شهود العيان، قائلة:
“خلال زيارة الوزير، دار حديث قاسٍ بينه وبين الأستاذ أسامة:
من أنت؟ = أنا مدير الإدارة
بكرة تكون على مكتبي في العاصمة الإدارية… وتجيب معاك استقالتك… قدام الناس… (إنت ما بتفهمش)… اتفضل امشِ.
وأضافت:
“كلمات نزلت كالصاعقة… لم يتحملها هذا المعلم التربوي. غادر المكان، وركب سيارته مذهولًا، واتصل بزميل له قائلاً: (أنا أمام مدرسة التجارة بنات). وعندما وصل زميله، وجده مسندًا رأسه على عجلة القيادة… وقد فارق الحياة.”
نُقل الأستاذ أسامة إلى مستشفى الباجور، حيث أثبت التقرير الطبي أن سبب الوفاة هو:
توقف مفاجئ في عضلة القلب أدى إلى هبوط في الدورة الدموية وتوقف التنفس.
وقد أشار التقرير إلى عدم وجود أي أمراض مزمنة، مما يُرجّح تعرضه لصدمة نفسية حادة أدت إلى الوفاة.
أوضحت الدكتورة نسرين، ومعها عدد من أطباء القلب، أن الضغط النفسي الحاد يمكن أن يؤدي إلى:
ارتفاع مفاجئ في الأدرينالين، يتسبب في خلل بكهرباء القلب، يُفضي إلى ارتجاف بطيني قاتل (fatal ventricular fibrillation)، ثم إلى توقف عضلة القلب.
وفي مثل هذه الحالات، يصبح التعنيف النفسي الشديد سببًا غير مباشر للوفاة، ويجب النظر إليه بجدية قانونية وطبية.

بصفتي كاتب هذا المقال، أُؤكد أنني لا أوجه أي اتهام مباشر إلى السيد الوزير، حتى يتم استجوابه أمام مجلس النواب، أو إذا أسفرت التحقيقات عن توجيه اتهام رسمي من الجهات المختصة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى