تكنولوجيا

الذكاء الاصطناعي وسرقة الخصوصية.. صور “مزيفة” تهدد شرف الناس

د /حمدان محمد
في زمنٍ أصبح فيه الذكاء الاصطناعي أداة يومية في حياتنا من الترجمة وتحسين الصور وحتى كتابة النصوص ظهرت مؤخرًا موجة خطيرة تهدد خصوصية الناس وكرامتهم بل وتصل إلى تدمير سمعتهم بالكامل وذلك من خلال برامج وتطبيقات تعتمد على الذكاء الاصطناعي لإزالة الملابس من الصور أي نعم الأمر بهذه البشاعة والسهولة صورة عادية لفتاة على مواقع التواصل قد تصبح خلال دقائق مادة للابتزاز والتشهير بعد أن يتم تعديلها بتقنية الذكاء الاصطناعي لإنتاج صورة وهمية تظهرها في شكل غير لائق وكأنها بلا ملابس وكل ذلك دون أن تغادر الفتاة بيتها أو تتعرض لأي كاميرا خفية فقط صورها التي شاركتها بنفسها في لحظة ثقة فهذه التطبيقات والبوتات أصبحت متوفرة بشكل كبير بعضها مجاني وبعضها لا يتطلب سوى مبلغ زهيد لكنها تحمل خطرًا جسيمًا يتجاوز حدود الأخلاق والقانون فهي لا تكتفي بتعديل الصورة بل تعيد تشكيل ملامح الجسد بناءً على قياسات الوجه والكتفين والجسم لتنتج صورة تبدو واقعية بنسبة تقترب من 100% ما يجعل الضحية في مواجهة اتهامات أو سخرية أو حتى تهديدات دون أن ترتكب أي خطأ والكارثة الأكبر أن الضحية قد لا تعلم أصلًا أن صورتها تم التلاعب بها إلا بعد فوات الأوان بعد أن تنتشر تلك الصور المعدلة على مواقع الإنترنت أو تطبيقات المراسلة وبين الأصدقاء والمعارف وهنا تبدأ رحلة الألم النفسي والاجتماعي الذي قد يدمر حياة إنسان بالكامل ومن هنا تأتي أهمية التوعية للأهالي والشباب والبنات تحديدًا بأن الإنترنت لم يعد مكانًا آمنًا لمشاركة الصور وأن أي صورة يمكن استخدامها ضدك في أي وقت حتى لو لم تكن تحمل أي مضمون خاص لكن ورغم هذا الظلام هناك بصيص أمل يتمثل في موقع دولي اسمه
stopncii.org
هذا الموقع مختص بمحاربة الابتزاز الرقمي خاصة في الصور والفيديوهات المزيفة التي تُنتج باستخدام الذكاء الاصطناعي يمكنك ببساطة إرسال الصورة الأصلية والصورة المعدلة إليهم وهم بدورهم يتولون حذف النسخ المنتشرة على الإنترنت دون الحاجة للتعامل مع الشخص المبتز أو اللجوء إلى فضائح جديدة
والموقع يعمل بسرية تامة ويحترم خصوصية الضحايا وهو أداة قوية في مواجهة هذا النوع من الجرائم الإلكترونية التي بدأت تنتشر بسرعة في مجتمعاتنا فعلينا جميعًا أن نكون أكثر وعيًا بهذه الأدوات الحديثة وأن نتحمل مسؤولية نشر الوعي بها كما يجب أن تتحرك الجهات المسؤولة لسن قوانين حازمة تجرم استخدام الذكاء الاصطناعي في التلاعب بالصور الشخصية حفاظًا على القيم والأعراض والأمان المجتمعي وهذه حرب الشائعات والصور المفبركة ليست مجرد معركة افتراضية إنها معركة كرامة وإنسانية ووعي
حفظنا الله جميعاً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى