تقارير

وحدات العملة المصرية القديمة حينما كان السحتوت يشتري طلبات

د/حمدان محمد
العملات القديمة ليست مجرد وحدات نقدية فحسب بل هي شاهد حي على تغيرات الزمن واختلاف القيم وتبدل الأحوال المعيشية وهي أيضًا مفتاح لفهم الحياة اليومية للمصريين في عصور سابقة ولعلنا كثيرًا ما سمعنا من أجدادنا أو في الأفلام القديمة كلمات مثل النكلة والتعريفة والسحتوت دون أن نعرف على وجه الدقة ما الذي كانت تعنيه أو ماذا كانت تساوي من المال
فنبدأ من أصغر وحدة وهي السحتوت وكان يساوي ربع مليم فقط أي أن الجنيه المصري الواحد كان يساوي أربعة آلاف سحتوت وهو ما يجعلنا نتصور مدى القيمة الشرائية التي كانت تحملها العملات الصغيرة قديمًا
ثم يأتي المليم وكان يمثل واحد من عشرة من القرش والجنيه الواحد كان يعادل ألف مليم تليه النكلة وهي تساوي ٢ مليم أي أن الجنيه كان يعادل ٥٠٠ نكلة ثم نجد التعريفة والتي كانت تساوي ٥ مليمات أي نصف قرش والجنيه الواحد كان يساوي ٢٠٠ تعريفة
أما القرش أو كما كان يطلق عليه الصاغ فكان يساوي ١٠ مليمات والجنيه كان يعادل ١٠٠ قرش وهناك أيضًا نصف الفرنك والذي كان يساوي قرشين كاملين أي أن الجنيه كان يحتوي على ٥٠ نصف فرنك
ونصل إلى العملات التي قد تبدو لنا اليوم مألوفة أكثر مثل الشلن وكان يساوي ٥ قروش والبريزة وكانت تساوي ١٠ قروش والريال وكان يعادل ٢٠ قرشًا
ثم ربع الجنيه الذي يساوي ٢٥ قرشًا ونصف الجنيه الذي يساوي ٥٠ قرشًا حتى نصل إلى الجنيه نفسه وهو الوحدة الأساسية الحالية ويساوي ١٠٠ قرش
واللافت أن بعض هذه المصطلحات لا تزال حاضرة في أحاديث المصريين رغم اختفائها من التداول مثل كلمة قرش التي لا تزال تستخدم في التعبير عن الأسعار البسيطة وأحيانًا نسمع كلمة شلن أو بريزة في أحاديث الجيل القديم أو في الأفلام الأبيض وأسود
فالحديث عن هذه الوحدات ليس مجرد حنين إلى الماضي بل هو رصد لتغيرات الحياة وقيمة الزمن حين كان الجنيه قادرًا على ملء بيت بالمؤن والسلع أما اليوم فلا يكاد يملأ كيسًا صغيرًا من الخبز ففي كل عملة قديمة ذكرى وتاريخ وحياة كانت تسير بإيقاع مختلف وزمن كانت للأشياء فيه قيمة أكبر وللنقود معنى أعمق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى