العشر الأواخر من رمضان.. فرصة عظيمة لا تُعوّض

د. إبراهيم عوض
مع دخول العشر الأواخر من رمضان، يتجدد الأمل أمام المسلمين لاستثمار هذه الأيام المباركة في العبادة والطاعة والتقرب إلى الله، فكل يوم يمر لا يعود، والفرصة ما زالت قائمة لتعويض ما فات وتحقيق القرب من الله.
كان النبي ﷺ يخصّ هذه الأيام بعبادات مكثفة، حيث قالت السيدة عائشة رضي الله عنها:
“كان رسول الله ﷺ يجتهد في العشر الأواخر، ما لا يجتهد في غيره” (صحيح مسلم).
كما جاء في حديث آخر:
“إذا دخل العشر، أحيا الليل، وأيقظ أهله، وجدّ، وشدّ المئزر” (صحيح البخاري ومسلم)، وهي إشارة إلى زيادة الاجتهاد في الطاعة والبعد عن الانشغال بالدنيا.
الاعتكاف والالتماس ليلة القدر
كان النبي ﷺ يعتكف في العشر الأواخر، مبتعدًا عن مشاغل الدنيا، متفرغًا للذكر والدعاء والمناجاة، التماسًا لليلة القدر، التي قال عنها الله تعالى:
“لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ” (القدر: 3).
وقد سار على هذا النهج الصحابة والتابعون، فكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقوم الليل ويوقظ أهله، مرددًا قوله تعالى:
“وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا” (طه: 132).
اغتنموا الفرصة قبل فوات الأوان
فلنبادر باغتنام ما تبقى من ليالي رمضان بالإكثار من الطاعات، فهي فرصة ثمينة قد لا تتكرر. نسأل الله أن يكتب لنا فيها القبول والرضا، وأن يجعلنا من الفائزين ببركاتها.
وإن لامس هذا الكلام قلبك، فاذكر الله وصلِّ على الحبيب المصطفى ﷺ.