سفينة الحياة

سامح بسيوني
الحياة لا تسير على وتيرة واحدة، فمن سره زمن ساءته ازمان،
فهي موج يعانق السماء وشاطيء ملئ بالعقبات والصعوبات، فالإنسان يحتاج فيها إلى حسام الايمان، وحسن الظن بالله؛ ليتقوي بها في الحياة.
فحياتنا الدنيا ما هي إلا سفينة كبيرة يركب فيها الصالح والطالح المؤمن والكاف، فكلنا في قالب واحد فهي تحتاج إلى قبطان ماهر يقودها بالزاد وبالعمل الصالح.
فالدنيا ماهي الا بحر لجي مليء بالمحن التي يعقبها منح وعطايا ستجد عوضًا لم يكن في الحسبان، يجعل الإنسان يقف متأملًا ومتدبرًا في إجلال وتعظيم من صنيع الله وحسن تدبيره.
ايها الحائر في دروب الحياة وشقائها لا تقلق ابدًا على حياة يدبرها الله، فكثيرًا ما نرى الفرج معلق بهذا البلاء، فالصديق ألقي في غيابات الجب وحبس في أعماق السجن، ثم خرج بألطاف الله عزيزا على مصر، والحبيب محمد خرج مهاجرًا إلى ربه، ورجع مكة فاتحًا ظافرًا محطمًا لكل معاني الكفر والشرك والنفاق.
ايها الحائر في هذا البحر اللجي لا تكن كقوم موسي حينما ملوا وخافوا من بطش فرعون وهم لا يدركون بأن العاقبة للمتقين، فأغرف فرعون وجنوده وهم ناظرون متعجبين لأمر الله العزيز الجبار.
ايها الحائر أخبر تلك الهواجس أن يهدأ موجها العاتي، وأن يطمئن هذا القلب المكلوم، بأن الله سيبعث لها فرحًا ينسيها كل هذا الوجع الأليم.
ايها المسكين في الحياة لا تقلق وكن دائمًا في ثقة من الله بأن سفينة نوح راجعة محملة بالعدل والإيمان، وسوف تسقي الأرض ببركة غابت عبر السنين، وسيرى فيهاملك هو أب لكل يتيم وزوج لكل أرملة ومعوان لكل بائس فقير.
اقولها لك بكل ثقة ويقين بأن الله لن يتركك بلا عوض ولا فتح ولا تمكين؛ لأنك لم تيأس من روح الله، وأنك واثق مهما اشتدت الرياح وجاءت بعواصف لا تشتهيها سفن الحياة، فقل لها بثقة جبال لا تهتز مع ريح ولا عاصفة نخشي معها الحمام، وقل لها أنا الرياح وقائد الحياة،والثابت رغم المحن والسهام.
ايها البائس لا تقلق،سيكون هناك اشراق يفلق الليل البهيم من ظلامته، ودمعة للبائسين وسيف للضعفاء والحائرين، وسيضع في نفوسهم الأمل واليقين، فلا تيأسوا ما دام هناك أمل ويقين في رب رحيم لا يرد دعاء القانتين.