لماذا لا نشعر في عشر ذي الحجة بنفس النشاط الذي نشعر به في رمضان؟

د حمدان محمد
سؤال يتكرر كثيرا مع دخول عشر ذي الحجة
لماذا لا أشعر بالحماس والروحانية والنشاط في هذه الأيام كما أشعر في رمضان؟
رغم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال عنها
(ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام)أي أيام عشر ذي الحجة
فأين المشكلة؟ وهل نحن فعلا مقصرون أم أن هناك أسبابا أخرى؟
فدعونا نعرف الأسباب معا ونرى كيف يمكننا التغلب عليها
1/أن الشياطين في هذه الأيام ليست مصفدة كما في رمضان ففي رمضان الشياطين مقيدة فتجد نفسك خفيفا والطاعة سهلة أما في عشر ذي الحجة فالشيطان يوسوس لك ويكسلك
فتريد أن تصوم فيقول لك الجو حار واليوم طويل وتريد أن تصلي فيشغلك ويؤخرك والحل هو كثرة ذكر الله فإن الشيطان يهرب ويخنس مع الذكر فكلما شعرت بالكسل اذكر الله
(سبحان الله الحمد لله لا إله إلا الله الله أكبر)
ستجد النشاط يعود إليك بإذن الله
2/قلة عدد الناس المقبلين على العبادة في عشر ذي الحجة مقارنة برمضان ففي رمضان الجميع صائم والمساجد مليئة والمجالس عامرة بالطاعة أما في العشر فربما تجد أناسا لايعرفون حتى معنى هذه الأيام
!!!وهنا يأتي دورك ودورى !!!
(كن داعية) عرف من حولك بفضل هذه الأيام
ذكرهم بفضل الصيام والقيام والذكر والصدقة
3/أن العبادة في عشر ذي الحجة تعتمد على اجتهادك الشخصي فلا توجد صلاة تراويح جماعية ولا أجواء رمضانية عامة ولذلك تحتاج أن تشجع نفسك بنفسك ويا حبذا لو كنت في صحبة صالحة تعينك على الطاعةفكونوا مجموعة تتنافسون على الخير من ختم القرآن والصدقات وقيام الليل وصلة الرحم ولكي تستغل هذه الأيام كما ينبغي فذكر نفسك دائما أن هذه الأيام عشر فقط وليست شهرا كاملا كرمضان وأنها ستمر بسرعة فلا تضيعها
وذكر نفسك أن هذه الأيام ثقيلة في ميزانك يوم القيامة فكل لحظة فيها يمكن أن ترفعك درجات عند الله فأبدأها بتوبة نصوح
تب من كل ذنب وانو أن تفتح صفحة جديدة مع الله وركز على الذكر
(الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر)
أكثر من التسبيح والتهليل والتحميد
زضع لنفسك برنامجا يوميا من قراءة قرآن صدقة قيام ليل صلة رحم زيارة مريض مساعدة محتاج واحط نفسك بصحبة صالحة
تشجعك وتقويك وتعينك على الثبات
وقبل كل شيء
(استعن بالله وادعه بإخلاص)
قل يا رب أعني على طاعتك في هذه الأيام وافتح لي أبواب الرحمة والقبول ووفقني لما تحب وترضى
فإنها والله أيام عظيمة يحب الله فيها العمل الصالح ففاز من اغتنمها وخسر من ضيعها
نسأل الله أن يعتق رقابنا ورقاب ءابانا وأمهاتنا وأزواچنا وذرياتنا وكل عزيز لدينا من النار