المخاوف الإسرائيلية من تدمير الأسلحة النووية الإيرانية

د. إيمان بشير ابوكبدة
نشرت صحيفة نيويورك تايمز، الخميس، خبرًا مفاده أن إسرائيل تنوي مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية من الجو والبر في غضون شهر تقريبًا، لكن هذا الهجوم أحبطته الإدارة الأميركية، حتى أن الرئيس دونالد ترامب أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه لا يملك الضوء الأخضر في هذه المرحلة لمهاجمة إيران بدعم أميركي.
رغم أن إيران ليست بعيدة عن تخصيب اليورانيوم إلى المستوى العسكري، إلا أنه لا يزال أمامها طريق طويل قبل أن تتمكن من أن تصبح دولة نووية قادرة على إطلاق صواريخ تحمل رؤوسًا نووية. قد يستغرق هذا عامًا أو عامين آخرين.
ولم تثق إسرائيل في تأكيدات إيران بأن برنامجها النووي سلمي، وتشير إلى تاريخ إيران في إخفاء أنشطتها النووية وعدم تعاونها الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وترى إسرائيل في برنامج إيران النووي تهديدًا وجوديًا مباشرًا نظرًا لتصريحات بعض المسؤولين الإيرانيين المعادية لإسرائيل ودعوتهم إلى زوالها. فامتلاك إيران لسلاح نووي سيغير بشكل جذري ميزان القوى في المنطقة ويقلل من قدرة إسرائيل على الردع.
كما تخشى من أن يؤدي امتلاك إيران للسلاح النووي إلى سباق تسلح نووي في منطقة الشرق الأوسط، مما يزيد من حالة عدم الاستقرار والتهديدات الأمنية لإسرائيل، ومن إمكانية تزويد إيران لوكلائها من الجماعات المسلحة في المنطقة بتكنولوجيا نووية أو مواد مشعة، مما قد يؤدي إلى تهديدات جديدة وغير تقليدية.
وتجد إسرائيل حاليًا صعوبة في تدمير الأسلحة النووية الإيرانية لعدة أسباب منها:
نشر الإيرانيون مشروعهم النووي على عدد كبير من المواقع، وكلها تقريبًا مدفونة في مخابئ تحت الأرض، مما يجعل مهاجمة المشروع معقدًا. والتقييم هو أنه سيكون من الممكن تخريب المشروع، ولكن ربما لن يتم تدميره بالكامل.
ربما سيكون الرد الإيراني بإطلاق الصواريخ على إسرائيل، وكذلك على مستودعات الوقود في المملكة العربية السعودية والخليج العربي، مما سيؤدي إلى ارتفاع مفاجئ في أسعار النفط عالميًا وإلى هزة في أسواق الأسهم في جميع البلدان.
لا توجد في الواقع خطة منظمة ذات جدول زمني بين إسرائيل والولايات المتحدة فيما يتعلق بقضية التعامل مع الملف النووي الإيراني. ومع كل يوم يمر، تقترب إيران من أن تصبح دولة نووية.
وتحتاج إسرائيل إلى دعم كامل من الولايات المتحدة، ويفضل أيضًا من المملكة العربية السعودية والأردن ومصر والكويت والبحرين، وكذلك من القوى الأوروبية: إنجلترا وألمانيا وفرنسا ودول أخرى. وهذا أصبح مستحيلاً بعد مجازر الجيش الإسرائيلي في غزة.