
سامح بسيوني
في رحيلك يا إسلام انكوي الفؤاد، وبكت الأعين فمتلأت البحار، وانكسر الجناح وتجددت الأحزان وانطفأ النور وحل الظلام، وبات العصفور في عشه حزينًا على الفراق والصغار في حارتنا يسألون عنك ببراءة فنقول لهم لقد ذهب إلى الله.
أحقًا تركتنا بلا وداع؟ أكان هذا هو الوعد الذي دار بيننا في آخر لقاء؟!
ستبقى كلمات الكون عاجزة عن ألم فراقكَ وجرح لم يندمل والآلام في الصدر لا يعلمها إلا رب الكون وعالم الأسرار.
لم أتخيل يومًا أن أكتب رثاءك، ولكن قضاء الله لا يرد فلا نقول الا ما يرضي ربنا وكلنا عل.ٱلة حدباء سنحمل إلى رب غافر الذنوب والٱثام.
في مشهدكَ امتلأت الدنيا بكاءً، وغربت شمس النهار، وتوقف الهدهد عن الغناء، وصدع الأنين على قبركَ المؤنس بالقران، وكلمات تخرج من صدور الوعاظ تخبرنا بأنك بار بأمك وأبيك وأخواتك الضعفاء، فرأينا سكينة عجيبة تغشاها الرحمن تنزل على قبرك وكأنه روضة من جنة العدنان.
وانصرف المشيعون عنكَ ولم تنصرف القلوب والدموع منهمرة على ربوة تملأ المكان حنينًا واشتياقًا.
يا خيرة شباب عُرفت بالكرم والمروءة والجود، كنت نسمة تعبر وتترك الأثر الكبير في نفوس ظمآنة للعطاء.
كنت معوانًا لصغير والكبير للقوي والضعيف
مَن رٱك أحبكَ ومَن عاشركَ ازداد لك عشقًا وحبًا ومنالًا، وكنت واصلًا للأرحام.
مئات حضروا مشهد الوادع وجاءوا من كل فج عميق؛ يشهدوا بأنكَ أنت الجواد المفدي بنفسكَ المضحي بالمال وبالوقت،و نموذجًا لصاحب الوفي المقدام.
برحيلكَ انكوي فؤاد أمكَ وانحنى ظهرأبيك وانكسر جناح أختك وانطلفأ سراج بيتكَ وبكت عليك جدتكَ وعماتكَ في حزن لا يعلمه إلا الله.
فطف بروحكَ علينا مرة ثانية حتى تهدأ مرارة الفراق،
وأخبرنا بمَ صنع معكَ الرحمن وصف لنا جنة الخلد حتى نستعد للقاء.
ستظل دائمًا في قلوبنا ولن نتوقف عن الدعاء، ستظل معنا بعطاءك وجودك والتفاني من أجل الناس.
ونقول لكَ نَم مطمئنًا عل أمكَ وأبيكَ وأخواتكَ وعماتكَ خالتكَ فقد رضوا بقضاء الله، وبُني لهم قصرًا في الجنة يُسمى الحمد لله.
نشعر الآن بأن الله كافأكَ بحور العين و سندس واستبرق وأساور من فضة وشراب من تسنيم.
واخيرًا أذكركَ بألا تغب عنا بروحكَ كل يوم عند الغروب ومع اشراقة صبح؛ لتكون لنا عونًا وصبرًا عند الرحمن.