ديني

حمل كتاب الله بجانب النوم: أنس الروح وسكينة القلب

أحمد حسنى القاضى الأنصارى

حمل كتاب الله قرب الوسادة

يحمل المؤمن كتاب الله بجانب وسادته، لا طلبًا للبركة فقط، بل تعبيرًا عن الحب والتقدير والارتباط العميق بكلام الله عز وجل. فالقرآن ليس كتابًا يُقرأ فحسب، بل هو أنيس للروح، وسكينة للقلب، ورفيق في كل حين.

قرب القرآن من القلب في لحظة السكون

في لحظات السكون قبل النوم، يكون القلب أنقى وأقرب للتأمل والخشوع. ووضع المصحف الشريف بجانب الرأس أو بالقرب من الفراش يُشعر العبد بالأمان، ويذكّره بربه حتى في نومه. وقد قال بعض السلف:

“كنا نضع المصحف عند رؤوسنا نأنس به كما يأنس الطفل بحضن أمه.”

فضل ختم اليوم بالقرآن

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

“اقرؤوا القرآن، فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه.”

(رواه مسلم)

فما أجمل أن يختم العبد يومه بآية، أو صفحة، أو حتى نظرة في كتاب الله، ليُكتب من أهل القرآن، ويبيت وقلبه متعلقًا بالذكر.

القرآن مصدر للطمأنينة والنوم الهادئ

كلام الله شفاء ورحمة. قال تعالى:

“وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين.”

(الإسراء: 82)

وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقرأ آية الكرسي وسورة الإخلاص والمعوذتين قبل نومه، ثم ينفث في كفيه ويمسح بهما جسده، تحصينًا وسكونًا.

نية صافية وقلب معلق بكلام الله

حين يضع المسلم المصحف بجواره، يستحضر نية القرب من الله، والرغبة في أن يختم يومه على طاعة. قال بعض العارفين:

“من نام والمصحف عنده، نام وملك يحرسه.”

دعاء من القلب

وهكذا يبقى القرآن الكريم نورًا يُضيء ظلمات القلب، ورفيقًا لا يُمل، وسندًا لا يخون. فطوبى لمن جعل كتاب الله أنيسه في يقظته ومنامه، وحرص على ألا يُفارق كلام ربه حتى في لحظات سكونه.

فلنجعل من لحظة النوم فرصة لقرب جديد، ووصال صادق مع كلام الله، عسى أن تُكتب لنا بها رحمة، أو ترفع لنا بها درجة، أو تُكفّر عنّا بها زلّة.

“اللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا، ونور صدورنا، وجلاء أحزاننا، وذهاب همومنا وغمومنا، ورفيقًا لنا في الدنيا والآخرة.”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى