أجر المرأة الصائمة في خدمة أهل بيتها

د/حمدان محمد
مع قدوم شهر رمضان المبارك، يتجدد المشهد العظيم للمرأة المسلمة التي تصوم نهارها، وتقضي جزءًا كبيرًا منه في تحضير الطعام لأهل بيتها، محتسبة الأجر عند الله، راجية أن يكون عملها هذا قربة يتضاعف بها الثواب.
ورغم أن الصيام عبادة عظيمة تحتاج إلى الصبر والتحمل، فإن إعداد الطعام أثناء الصيام يزيد من مشقة المرأة، خاصة إذا كانت مسؤولة عن أسرة كبيرة. لكنها تدرك أن هذا الجهد ليس مجرد عمل يومي، بل عبادة خالصة تؤجر عليها بنيتها الصادقة وإخلاصها في خدمة أهل بيتها.
فقد أخبرنا النبي ﷺ عن فضل تفطير الصائمين، فقال: “من فطَّر صائمًا كان له مثل أجره، غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء” (رواه الترمذي). فكيف بمن تعد الطعام للصائمين في بيتها؟ إنها لا تطعم فقط، بل تبذل وقتها وجهدها في سبيل راحة أهلها، وذلك يدخل في باب الصدقة التي تنال بها المرأة الأجر العظيم.
كما أن إعداد الطعام في حد ذاته قد يكون نوعًا من العبادة إذا صاحبه الإخلاص واحتساب النية، فالله سبحانه وتعالى يجزي عباده على نياتهم، والمرأة التي تتعب في المطبخ صائمة، وهي تذكر الله وتحمده على نعمه، تكتب لها بإذن الله حسنات مضاعفة.
ولا شك أن إعداد الطعام أثناء الصيام قد يكون مرهقًا، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة أو زيادة متطلبات الأسرة، لكن المرأة المسلمة تدرك أن الصبر على هذا العمل عبادة. قال الله تعالى: {إِنَّمَا يُوَفَّى ٱلصَّٰبِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ} (الزمر: 10).
ولذلك، فإن كل تعب تبذله المرأة في المطبخ وهي صائمة، وكل لحظة عطش تشعر بها أثناء إعداد الطعام، هي في ميزان حسناتها إذا احتسبت ذلك لله.
وهذه نصائح للمرأة المسلمة في رمضان.
1/التخفيف من المجهود: يمكن للمرأة أن تخطط لوجبات الإفطار مسبقًا وتستخدم طرقًا توفر الجهد والوقت.
2/الاستعانة بأهل البيت: إشراك الأبناء والزوج في بعض المهام، مثل تقطيع الخضروات أو ترتيب السفرة، يساعد في تخفيف العبء.
3/الذكر والدعاء أثناء العمل: يمكن استغلال وقت إعداد الطعام في التسبيح والاستغفار، مما يجعل العمل عبادة مضاعفة.
4/العناية بالصحة: الحرص على تناول وجبة السحور المتوازنة وشرب كميات كافية من الماء بين الإفطار والسحور للحفاظ على النشاط أثناء النهار.
فالمرأة التي تعمل في المطبخ وهي صائمة ليست محرومة من الأجر، بل قد يكون أجرها مضاعفًا إذا أخلصت نيتها لله. فكل جهد تبذله، وكل طبق تعدّه، هو في ميزان حسناتها بإذن الله، لأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملًا. فهنيئًا لكل امرأة تصبر وتحتسب، وتسعى لإسعاد أسرتها، فلها في كل لحظة عبادة، وفي كل تعب ثواب.