
أحمد حسني القاضي الأنصاري
تتجلى حقيقة عالم الغيب في القرآن الكريم من خلال الآيات التي تدعونا للتأمل والتفكر في الوجود والحياة. ومن أبرز هذه الآيات قوله تعالى:
“لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ” (الملك: 10).
هذه الآية تُظهر مشهدًا لأولئك الذين لم يتفكروا في دعوات الأنبياء أو يتدبروا آيات الله في الدنيا، فظلوا غافلين عن حقيقة الآخرة. لو كانوا قد سمعوا بصدق وأمعنوا في تفكيرهم في رسالات الأنبياء، لكانوا قد اكتشفوا حقيقة واحدة واضحة، وهي أن الله سبحانه وتعالى هو الخالق الوحيد لهذا الكون بما فيه من أرض وسماوات.
تعد هذه الحقيقة واضحة للمسلمين، الذين يؤمنون برسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويصدقون بوجود الله وآياته التي تدل على حقيقة الآخرة، بما فيها الجنة والنار. ومن يؤمن بالله ورسوله، ويصدق بوجود الآخرة، يجب أن يكون في يقين كامل بأن هذه الحياة ليست النهاية، وأن هنالك جنة للمؤمنين ونار للكافرين.
لذلك، على المسلم بعد إيمانه بالله ورسوله أن يكون واعيًا لحقيقة الطريق إلى الآخرة. فالإيمان ليس مجرد تصديق بالقرآن والحديث، بل هو سلوك حقيقي يتطلب الاجتهاد في اتباع ما يرضي الله ليصل إلى الجنة. يجب على المسلم أن يلتزم بتعاليم دينه، ويعمل بالأعمال الصالحة التي تقوده إلى الجنة.
الوعي بحقيقة عالم الغيب أمر أساسي للمسلم، لأن الطريق إلى الآخرة ليس مقتصرًا على الاعتقاد فقط، بل هو سلوك وتفكير واستعداد حقيقي لعيش الحياة بما يرضي الله، حتى لا يخسر جنة الآخرة ولا يقع في عذاب النار.