لا تتعجب أنها اليابان – دوري رياضي جميع لاعبيه فوق الثمانين عامًا!

د/حسين السيد عطيه 

في مشهد نادر يلهم الأجيال، تستضيف العاصمة اليابانية بطولة فريدة من نوعها تُعرف باسم ”SFL80“، وهي مسابقة رسمية في كرة القدم مخصصة حصريًا لمن بلغوا سن الثمانين عامًا أو أكثر، في واحدة من أكثر المبادرات الرياضية تميزًا على مستوى العالم.

تقام هذه البطولة الاستثنائية وسط احترام واسع لمفهوم ”الشيخوخة النشطة“، حيث يتنافس ثلاثة فرق على مدار العام في 24 مباراة، ضمن جدول منظم يراعي ظروف اللاعبين الصحية دون المساس بروح التحدي الرياضي. وتبلغ مدة كل مباراة 50 دقيقة، موزعة على شوطين مدة كل منهما 25 دقيقة، مع الالتزام بقواعد اللعبة الدولية مثل حجم الملعب، وإن كانت هناك بعض التعديلات الوقائية، مثل حظر الانزلاقات والتدخلات الجسدية المباشرة كالتدخل بالكتف، حفاظًا على سلامة اللاعبين.

من بين أبرز النجوم في هذه البطولة، يبرز اسم نومورا روكوهيكو، الذي يواصل اللعب بحماس لافت في سن الرابعة والثمانين. نومورا ليس مجرد لاعب مخضرم؛ بل هو رمز في تاريخ الكرة اليابانية، حيث كان أول هداف في الدوري الياباني لكرة القدم، ونال لقب أفضل لاعب في موسم 1972 حين كان أحد أعمدة فريق هيتاشي، الذي يُعرف اليوم باسم كاشيوا ريسول.

ورغم تقدمه في السن، لا تزال اللياقة البدنية والشغف باللعبة حاضرين بقوة في حياته اليومية. فهو يتدرب أربع مرات أسبوعيًا في نادٍ محلي، ويحرص على ممارسة التمارين الرياضية في منزله بانتظام. يقول نومورا بابتسامة تعكس عزيمته: ”هدفي التالي هو أن أبلغ 88 عامًا، لكنني أطمح للاستمرار في اللعب حتى سن التسعين. هذه هي سنتي الـ72 في عالم كرة القدم، والشغف لا يتلاشى أبدًا.“

بطولة SFL80 ليست مجرد دوري للمسنين، بل هي رسالة حيّة للعالم مفادها أن العمر مجرد رقم، وأن الشغف بالرياضة قادر على تحفيز الجسد والروح مهما تقدمت السنوات. وقد لاقت هذه المبادرة اهتمامًا متزايدًا داخل اليابان وخارجها، وسط دعوات لتوسيع هذه الفكرة إلى دول أخرى تشهد شيخوخة سكانية مشابهة.