مقالات

تحية لعمال مصر البواسل بناة حضارة مصر العريقة على مر الزمان

بقلم:د.نادرة سمير قرني

تحتفل دول العالم كل عام في الأول من مايو بعيد العمال؛ وذلك لما يبذله العامل البشري من جهود غير عادية في كافة مجالات الحياة فالعمال هم أساس بناء نهضة المجتمعات وبسواعدهم تتقدم الأمم وتعتلي أعلى المراتب، والعمال هم أساس التنمية المجتمعية فهم الذين يبنون حضارة المجتمعات المتقدمة، ولولاهم ما كانت الصناعة المعروف عنها أنها موشر لتقدم المجتمعات الانسانية، وللعمال أهمية كبيرة في حياتنا، وذلك لانهم يقومون ببناء المجتمعات وتعميرها. 

هذا وتعود خلفية تخصيص يوم للاحتفال بالعمال إلى القرن التاسع عشرفي أمريكا وكندا واستراليا. فقبل الإعلان عن هذا اليوم بسنوات، كانت شيكاغو في القرن التاسع عشر تخوض نزاعات عمالية لتخفيض ساعات العمل في هاميلتون، وخصوصًا في الحركة التي تعرف بحركة الثمان ساعات،حيت نظم العمال في شيكاغو في يوم 1 مايو من عام 1886إضرابًا عن العمل شارك فيه ما بين 350 و 400 ألف عامل، يطالبون فيه بتحديد ساعات العمل تحت شعار «ثماني ساعات عمل، ثماني ساعات نوم، ثماني ساعات فراغ للراحة والاستمتاع.

وهو الأمر الذي لم يَرق للسلطات وأصحاب المعامل خصوصا وأن الدعوة للإضراب حققت نجاحًا كبيراً وشلت الحركة الاقتصادية في المدينة، ففتحت الشرطة النار على المتظاهرين وقتلت عدداً منهم، وبعد وفاة عدد من العمال على أيدي الجيش الأمريكي فيما عرف بإضراب بولمان عام 1894، سعى الرئيس الأمريكي غروفر كليفلاند لمصالحة مع حزب العمل، جرى على إثرها بستة أيام تشريع عيد العمال وإعلانه إجازة رسمية، وقد تجاوزت قضية هايماركت أسوار أميركا وبلغ صداها عمال العالم، وأحيا المؤتمر الأول للأممية الاشتراكية ذكراها في العاصمة الفرنسية باريس عام 1889، وتمت الدعوة لمظاهرات دولية لإحياء ذكرى هايماركت عام 1890، وفي العام الموالي اعترفت الأممية الاشتراكية في مؤتمرها الثاني بعيد العمال حدثا سنويا. وفي عام 1904 دعا اجتماع مؤتمر الاشتراكية الدولية في أمستردام جميع المنظمات والنقابات العمالية وخاصة الاشتراكية منها في جميع أنحاء العالم إلى عدم العمل في الأول من مايو من كل عام، وسُعي لجعله يوم إجازة رسمية في عشرات الدول. وفي عام 1955 باركت الكنيسة الكاثوليكية الأول من مايو عيدا للعمال.

هذا وقد أولى سيادة رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي أهمية خاصة للعامل المصري، وذلك لما يقوم به عمال مصر من دور مؤثر على طول الزمان في بناء نهضة المجتمع المصري وعلى سبيل المثال عند بناء السد العالي 1960 حيث شارك آلاف العمال المصريين في بناء مشروع السد العالي بأسوان، تحمّلوا ظروفًا قاسية مثل الحرارة الشديدة والعمل لساعات طويلة من أجل حلم تأمين مستقبل مصر المائي والكهربائي، هذا كما كان ومازال لهم دورهم العظيم في تشييد العاصمة الإدارية الجديدة؛ حيث ساهم مئات الآلاف من العمال في تشييد “ناطحات السحاب، مباني الوزارات، حي المال والأعمال، وأطول برج في أفريقيا “البرج الأيقوني”. هذا وقد تفاني العمال المصريين في جعل المشروع يتحقق بأحدث المعايير العالمية. أيضا شارك العمال في بناء مئات الآلاف من الوحدات السكنية لمحدودي الدخل بمختلف المحافظات. هذه المشروعات خففت من أزمة السكن وعززت العدالة الاجتماعية.

وتزامناً مع الاحتفال السنوي في مصر بعيد العمال فقد وقع أمس حادث راح ضحيته عدد من عمال مصر بناة النهضة؛ حيث شهدت منطقة المطورين بمدينة السادات التابعة لمحافظة المنوفية، يوم الأربعاء الموافق30 من إبريل لعام2025، حادثًا مأساويًا إثر انهيار جمالون مصنع تحت الإنشاء على عدد من العمال أثناء عملية تركيبه، راح ضحيته 3 عمال من العمالة غير المنتظمة “متوفيان وواحد مصاب “، هذا وقد وجه وزير العمل السيد/ محمد جبران الادارة العامة للعمالة غير المنتظمة، ومديرية عمل محافظة المنوفية بالاستمرار في متابعة ضحايا الحادث، وكذلك صرف تعويضات تصل إلى 200 ألف جنيه للمتوفي ،و 20 ألفًا للمصاب ،وذلك من الحساب المركزي لحماية ورعاية العمالة غير المنتظمة التابع للوزارة ،وذلك تنفيذاً لتكليفات فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية في تقديم كافة أنواع الدعم والحماية والرعاية للعمالة غير المنتظمة، وفي يوم عيد العمال لا يسعنا سوى أن نقدم تحية تقدير وإعزاز لكل عمال مصر الذين بنوا بسواعدهم حضارة مصر العريقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى