تصريحات إسرائيلية ظاهرها تهدئة وسلام وباطنها تصفية قطاع غزة والقضية الفلسطينية

بقلم / وليد درويش
لا صوت يعلو فوق صوت القضية الفلسطينية فهي من أعقد القضايا العالمية وأطول صراع وإحتلال بالعالم ولعل شاهد القاصي والداني أحداثها الأخيرة منذ أن اندلعت في السابع من أكتوبر ٢٠٢٣ والتي أمتدت لما يقارب من ١٧ شهر من القتال والكر والفر والقتل والقصف الذي وصفته الجنائية الدولية بجرائم حرب وتم إدانة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع وآخرين في خطوة جريئة وسابقة فاصلة للإدارة الإسرائيلية.
ومنذ أن تم التوافق علي مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل المحتجزين ودخولها حيز التنفيذ بثلاث مراحل لمدة ستة أسابيع وبذل جهود مضنية من الوسطاء وعلي رأسهم مصر متمثلة في فريق عمل متكامل تترأسه المخابرات العامة وتبني مصر لخطة إعمار غزة بدون تهجير وإدخال المساعدات الإنسانية وفتح المعابر الحدودية بإشراف السلطة الفلسطينية ومنظمات دولية بعد أن أدلي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بوابل من التصريحات وفق رؤيته لتفريغ غزة من شعبها وإعادة البناء والتنمية لصالح شركات أمريكيا مما أثار غضبا وسخطا من أهل غزة والشارع والحكومات العربية
وكان موقف مصر الصارم والحازم والمشرف تحول إلي ورقة عمل عربية ودولية مؤيدة للطرح المصري .
لكن طالعنا مسؤل إسرائيلي سابق هو يائير لابيد رئيس المعارضة الإسرائيلية أثناء زيارته للولايات المتحدة الأمريكية بعرض خطة عمل بشأن قطاع غزة ألا وهو إستصدار قرار من مجلس الأمن الدولي بفرض ولاية مصر علي قطاع غزة لمدة ١٥ سنة ثم يتم تسليم السلطة بعدها لرئيس حكومة منتخب علي أن تتولي مصر كل مقدرات قطاع غزة وإدارته كذلك علي مصر هدم الأنفاق والسيطرة علي الحدود لمنع تهريب الأسلحة ونزع سلاح حماس وبناء القطاع وفق رؤية ولجنة أمريكية مصرية إسرائيلية علي تنسيق دوري وتقوم اللجنة كذلك بإزالة أي عقبات محتملة وإدارة الأزمات وأن تعمل مصر علي عدم تقييد أهل غزة في حالة طلب هجرة طوعية لأي جهة .
وفي المقابل دعم مصر إقتصاديا وإستثماريا وشطب كل الديون الخارجية وفتح السوق الأمريكية أمام التصدير كحافز مهم تسعي إليه القاهرة .
لكن القاهرة تعلم علم اليقين أن المخطط هو تجزئه بين قطاع غزة والضفة الغربية وهي رؤية وخطة لعدم الضغط بورقة إقامة دولة فلسطينية في هذه المرحلة وأن تل أبيب تسعي لإفشال خطة مصر في هذا الصدد وتذليل العقبات أمام الإتفاق الإبراهيمي إذا قبلت القاهرة بهذا الطرح والعمل به
وهناك أيضا معضله توافق الحركات والسلطة علي تلك الخطة وخلق الأوراق من جديد وما هي إلا خطة خبيثة لفصل غزة عن الضفة وعن الملف السوري واللبناني وتحييد دور مصر الفاعل في كل الملفات دون صدام مسلح وهذا ما تتمناه تل أبيب وواشنطن .
كلنا ثقة في قيادتنا الحكيمة والرشيدة في إدارة هذا الملف وكذلك باقي الملفات الإقليمية ذات الشأن والتي هي من دوائر الأمن القومي والإستراتيجي لمصرنا الحبيبة
تحيا مصر حرة أبية شامخة هاماتها عزيزة صواريها بين الأمم .