مقالات

كلمة “آسف” جبر للخواطر وباب للسلام

أحمد حسني القاضي الأنصاري

في عالم يضجّ بالضجيج وسرعة الإيقاع، تبقى بعض الكلمات قادرة على تهدئة الأرواح، وتهذيب النفوس، وإصلاح ما أفسدته لحظة غضب أو هفوة لسان. ومن بين تلك الكلمات، تلمع كلمة “آسف” كجوهرة إنسانية لا تقدّر بثمن.

“آسف”… كلمة صغيرة تحمل شجاعة عظيمة
الاعتذار ليس ضعفًا كما يظن البعض، بل هو قمة القوة والوعي. أن تقول “آسف” يعني أنك راجعت نفسك، وواجهت ذاتك، وأدركت أن الخطأ وارد، وأن الإنسان مهما بلغ من الحكمة قد يزل. لكن الأهم من الزلة هو الاعتراف بها، والسعي لتصحيحها.

“آسف” تعني أنك تقدّر الآخر
عندما تعتذر، فأنت تعترف بقيمة من أمامك، وتُشعره بأن مشاعره ليست مُهملة. أنت لا تبرر خطأك فقط، بل ترمّم كسرًا ربما لم تره، وتبعث في القلب طمأنينة بأن الخير لا يزال موجودًا.

“آسف” تصنع سلامًا داخليًا قبل أن تصنعه خارجيًا
الاعتذار يطهّر النفس من الغرور، ويحررها من ثقل الكبرياء. هو مصالحة بينك وبين ضميرك، قبل أن يكون مصالحة بينك وبين غيرك. ومتى سامح الإنسان نفسه، هان عليه أن يطلب السماح من الآخرين.

لماذا نخجل من “آسف”؟
لأننا نخاف أن يُساء فهمنا، أو نظهر بمظهر الضعفاء. بينما الحقيقة أن الشخص القوي هو من يتواضع، والناضج هو من يعترف، والعاقل هو من يُصلح، لا من يُكابر.

فلنُحيي ثقافة الاعتذار
فلنربّ أبناءنا على ألا يخجلوا من قول “آسف”، ولنجعلها جزءًا من حديثنا اليومي، لا خضوعًا بل نُبلًا، لا انكسارًا بل احترامًا. ولنتذكّر دائمًا أن كلمة “آسف” قد تُصلح ما لا تُصلحه عشرات الكلمات الأخرى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى