العزوف العربي عن دعم مواقف السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي في القمة: أسباب ومآخذ

د/حمدان محمد
في مشهد سياسي يعكس التحديات التي تواجه العمل العربي المشترك، لفت الأنظار غياب أو تحفظ بعض القادة العرب عن تأييد ما طرحه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال القمة الأخيرة. ورغم أن المواقف المصرية كانت واضحة وصريحة في الدفاع عن القضايا المصيرية للأمة، إلا أن بعض الأطراف آثرت الصمت أو الاصطفاف في زوايا ضيقة، متجاهلة الضرورات التي تفرضها المرحلة.
ولكن لماذا لم يشارك البعض؟
هناك تفسيرات عدة لهذا العزوف، منها المصالح الخاصة التي تطغى على المواقف القومية، حيث باتت بعض الدول تُغلب حساباتها الضيقة على حساب الأمن القومي العربي. فبينما تحمل مصر، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، مسؤولياتها التاريخية بشجاعةٍ وإخلاص، يكتفي البعض بالمراقبة أو حتى المناورة السياسية حفاظًا على علاقاتهم مع أطراف خارجية.
والبعض الآخر اختار التزام الحياد السلبي، متحججًا بعدم الرغبة في التصعيد، رغم أن اللحظة الراهنة تتطلب مواقف حازمة وواضحة. فالصمت في زمن التحديات الكبرى ليس حيادًا، بل تواطؤ مقنع، والتاريخ لا يرحم المتخاذلين.
$وهذه رسالة تقدير واحترام وعرفان للسيد الرئيس عبد الفتاح السيسي$
لا يمكن في هذا السياق إلا أن نوجه أسمى آيات التقدير والاحترام والعرفان للرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي تحمل على عاتقه مسؤولية الدفاع عن القضية الفلسطينية بكل شجاعة وإخلاص، رغم الضغوط والتحديات. فمواقفه الثابتة وتحركاته الدبلوماسية تعكس التزامًا لا يتزعزع تجاه الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وحرصًا على استقرار المنطقة بأكملها.
فلقد أثبت الرئيس السيسي، قولًا وفعلًا، أنه قائد يحمل هموم الأمة العربية في قلبه، ويدافع عنها في كل المحافل الدولية، غير عابئٍ بالضغوط أو الحسابات الضيقة. إن مواقفه الداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني تُكتب بحروفٍ من نور في سجل القادة العظام الذين لم يتخاذلوا يومًا عن نصرة الحق والعدل.
وهذه رسالة إلى الغائبين عن الموقف!
إلى أولئك الذين اختاروا الصمت أو التلكؤ في دعم التحركات المصرية، نقول: إن الأوطان لا تُبنى بالمجاملات ولا بالمواقف الرمادية، وإن التاريخ لن يسجل لكم سوى عجزكم عن اتخاذ القرار في لحظة كان الواجب يقتضي نصرة الموقف الحق.
فمصر، بقيادة الرئيس السيسي، لم تكن يومًا تبحث عن تأييد مجاملة، بل كانت دومًا حاملةً للواء الأمة، تدافع عن حقوقها وتتصدر قضاياها. أما أن يتقاعس بعض القادة عن واجبهم في دعم مساعيها، فهذا ليس إلا هروبًا من المسؤولية التاريخية التي ستحاسبهم عليها شعوبهم قبل غيرهم.
وإن المرحلة القادمة ستكشف مواقف الجميع، وسيبقى أصحاب المبادئ الصلبة في الصفوف الأولى، بينما سيذوب المترددون في صفحات النسيان.