انفجار التوتر شرق سوريا: تعزيزات ضخمة ومعركة سياسية تلوح في الأفق

كتبت ـ مها سمير
تشهد مناطق شرق سوريا توتراً عسكرياً متصاعداً بعد إرسال الجيش السوري تعزيزات كبيرة إلى محاور القتال قرب سد تشرين بريف حلب الشرقي، وسط تجدد الخلافات مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد).
وأفاد “المرصد السوري لحقوق الإنسان” بأن محيط سد تشرين شهد استنفاراً عسكرياً واسعاً خلال الساعات الماضية، على خلفية هشاشة الهدنة بين القوات الحكومية و”قسد”، بالتزامن مع غارات تركية مكثفة بطائرات مسيّرة استهدفت مواقع قريبة من السد.
بحسب مصادر ميدانية، عادت القوات السورية وقوات “قسد” إلى التمركز في النقاط الأمامية، حيث اتخذت “قسد” مواقع دفاعية في قرية أبو قلقل على بعد سبعة كيلومترات من السد، ورفعت حالة الجاهزية القتالية إلى الدرجة القصوى.
في المقابل، عزز الجيش السوري مواقعه بالعتاد والجنود تحسباً لأي تطور ميداني.
في موازاة التصعيد الميداني، شدد الرئيس السوري أحمد الشرع، في خطاب له الأحد، على رفضه القاطع لأي محاولة لفرض واقع تقسيمي أو إنشاء كيانات منفصلة تحت عناوين مثل “الإدارة الذاتية” أو “الفيدرالية”، مؤكداً أن وحدة الأراضي السورية “خط أحمر” لا يمكن المساس به.
وجاءت تصريحات الشرع بعد مؤتمر للأحزاب الكردية في شمال شرق سوريا، تبنّى رؤية سياسية تدعو إلى إقامة دولة ديمقراطية لامركزية تكفل حقوق الأكراد ومشاركة المرأة في الحياة السياسية والعسكرية، مع طرح هذه الرؤية كأساس للحوار مع الحكومة السورية الجديدة.
يُذكر أن اتفاقاً وُقّع في 11 مارس الماضي بين الرئيس الشرع وقائد “قسد” مظلوم عبدي، نصّ على دمج مؤسسات الإدارة الذاتية الكردية ضمن مؤسسات الدولة السورية، في خطوة اعتُبرت آنذاك بوابة نحو تسوية شاملة.
لكن الرئاسة السورية حذرت مؤخراً من أن التحركات والتصريحات الجديدة الصادرة عن قادة “قسد” تتناقض مع الاتفاق وتهدد بتأجيج الانقسام.
في المقابل، أكد مظلوم عبدي أن المؤتمر لا يسعى إلى تقسيم سوريا، بل إلى تعزيز وحدتها عبر ضمان الحقوق الدستورية لجميع مكوناتها.
مع استمرار التوترات العسكرية والتباعد السياسي بين دمشق و”قسد”، تبدو الساحة مفتوحة أمام مزيد من التصعيد، وسط مخاوف محلية ودولية من انزلاق المنطقة نحو مواجهة شاملة قد تعيد خلط الأوراق في الشرق السوري من جديد.