كيفية التعامل مع الضغوط اليومية

كتبت/ سالي جابر
في زحمة الحياة وتعدد المسؤوليات، أصبحت الضغوط اليومية جزءًا لا يتجزأ من روتيننا، سواء كانت ضغوط العمل، أو الأسرة، أو التحديات المالية، أو حتى الزحام المروري. ورغم أن هذه الضغوط قد تبدو بسيطة في ظاهرها، فإن تراكمها يؤثر سلبًا على صحتنا النفسية والجسدية إذا لم نحسن التعامل معها. لذا، فإن تعلم كيفية التعامل مع هذه الضغوط ضرورة وليست رفاهية.
أولًا: التعرف على مصادر الضغط:
أول خطوة في التعامل مع الضغوط هي الوعي بمصادرها. هل مصدر التوتر هو عبء العمل؟ أم علاقات متوترة؟ أم ضيق الوقت؟ تدوين ما يسبب لك القلق يوميًا قد يساعدك على التعرف على أنماط معينة، مما يسهل التعامل معها بطريقة أكثر وعيًا.
ثانيًا: تنظيم الوقت وتحديد الأولويات:
غالبًا ما يكون الشعور بالضغط نتيجة لتراكم المهام وعدم وجود خطة واضحة. لذا، من المهم أن:
تضع قائمة بالمهام اليومية.
تحدد الأولويات: ما هو العاجل؟ وما يمكن تأجيله؟
تقسّم المهام الكبيرة إلى أجزاء صغيرة يسهل إنجازها.
التنظيم يقلل التشتت، ويمنحك شعورًا بالسيطرة، وهو أمر مريح نفسيًا.
ثالثًا: الاعتناء بالنفس:
لا يمكنك أن تؤدي واجباتك بكفاءة إذا كنت منهكًا. لذلك:
خصص وقتًا للراحة والاسترخاء.
مارس أنشطة تحبها، حتى لو كانت بسيطة كقراءة كتاب أو شرب القهوة في مكان هادئ.
احرص على النوم الجيد وتناول الطعام الصحي.
مارس التمارين الرياضية ولو لبضع دقائق يوميًا، فهي تفرز هرمونات تقلل التوتر مثل الإندورفين.
رابعًا: التعبير عن المشاعر:
كتمان المشاعر يولد ضغطًا داخليًا. لذلك:
تحدث مع شخص تثق به.
اكتب مشاعرك في دفتر خاص.
لا تخجل من طلب الدعم النفسي عند الحاجة، فالصحة النفسية لا تقل أهمية عن الجسدية.
خامسًا: تقبّل ما لا يمكن تغييره:
بعض الضغوط خارجة عن إرادتنا، كتصرفات الآخرين أو ظروف معينة. بدلاً من مقاومة هذه الأمور، تعلّم تقبّلها والتكيف معها. أحيانًا، يكفي أن تغيّر نظرتك للأمر لتشعر براحة أكبر.
سادسًا: التدرّب على الاسترخاء الذهني:
تقنيات مثل التنفس العميق، التأمل، واليقظة الذهنية (Mindfulness) أثبتت فعاليتها في تقليل التوتر. خصص بضع دقائق يوميًا لممارسة هذه التمارين، وستلاحظ فرقًا واضحًا في هدوئك النفسي.
الضغوط اليومية لا يمكننا التخلص منها تمامًا، لكنها أيضًا لا يجب أن تسيطر على حياتنا. بالتنظيم، والاهتمام بالنفس، والتواصل، يمكننا أن نخفف من حدتها ونعيش بسلام داخلي أكبر. لا تنسَ أن تعطي نفسك الحق في أن ترتاح، وتخطئ، وتتوقف قليلًا، فكلنا بشر ولسنا آلات.