“اضربوا وحدكم!”.. واشنطن تُبلغ إسرائيل: لن نشارك في الهجوم على إيران

كتبت ـ مها سمير
كشفت مصادر أمريكية وإسرائيلية مطلعة لموقع أكسيوس أن الولايات المتحدة أبلغت إسرائيل بشكل صريح أنها لن تشارك بشكل مباشر في أي عملية عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية، ما يعني أن أي ضربة محتملة ستكون “إسرائيلية بالكامل”.
واشنطن تُبعد نفسها عن “الخيار العسكري”
في ظل الغموض المحيط بمستقبل المفاوضات النووية بين طهران وواشنطن، ومع تزايد الحديث عن احتمالية تحرك عسكري إسرائيلي، أكدت إدارة الرئيس دونالد ترامب لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال مكالمة هاتفية، أن الولايات المتحدة لا تنوي الانخراط في أي عمل هجومي مباشر ضد إيران، بحسب ما أفاد به مصدران أمريكيان ومصدر إسرائيلي.
وقال ترامب لاحقًا إن “الضربات الإسرائيلية قد تحدث”، لكنه استبعد أن تكون وشيكة في الوقت الراهن.
ضوء أخضر غير معلن.. ولكن بشروط
ووفق التقرير، فإن الموقف الأمريكي لا يُعد رفضًا تامًا، بل أقرب إلى إعطاء “ضوء أخضر غير مباشر” لإسرائيل بالتحرك منفردة، شرط أن تتحمل وحدها مسؤولية التنفيذ. ولم توضح المصادر ما إذا كانت واشنطن ستوفر لإسرائيل دعمًا في مجالات حيوية مثل الاستطلاع، والتزود بالوقود جوًا، أو تحديد الأهداف الدقيقة.
لكن من شبه المؤكد، حسب التقرير، أن الولايات المتحدة ستدعم إسرائيل دفاعيًا في حال ردت إيران بهجمات على الأراضي الإسرائيلية، كما حدث خلال التصعيد في 2024.
قدرة محدودة على تدمير “فوردو”
رغم تفوق إسرائيل الاستخباراتي، إلا أن قدراتها العسكرية محدودة مقارنة بالقوة الجوية الأمريكية. فلا تمتلك تل أبيب قاذفات من طراز B-2 أو B-52 القادرة على حمل قنابل خارقة للتحصينات، وهي الأسلحة التي قد تكون ضرورية لضرب منشآت تحت الأرض مثل مفاعل فوردو النووي، الواقع في عمق جبل.
ورجحت المصادر أن تعتمد إسرائيل على ضربات متكررة لأهداف معينة خلال عدة أيام، لتحقيق أقصى ضرر ممكن للمنشآت النووية الإيرانية.
مؤشرات تصعيد.. وإلغاء زيارة عسكرية
وفي إشارة واضحة إلى رغبة واشنطن في تقليص الظهور بمظهر “المشارك”، ألغى البنتاغون زيارة كانت مقررة لقائد القيادة المركزية الأمريكية، الجنرال إريك كوريلا، إلى إسرائيل هذا الأسبوع. الخطوة اعتُبرت محاولة لتجنب أي صورة إعلامية تربط بين التحرك العسكري الإسرائيلي وأي غطاء أمريكي.
طهران تهدد.. والدبلوماسية على المحك
من جانبها، أكدت إيران أنها سترد بضرب أهداف أمريكية في حال تعرض برنامجها النووي لهجوم. وردًا على ذلك، بدأت واشنطن في سحب دبلوماسيين وعائلات عسكريين من مواقع محتملة للخطر في الشرق الأوسط.
وفي محاولة أخيرة لإنقاذ المسار الدبلوماسي، يلتقي مبعوث واشنطن ستيف ويتكوف وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في سلطنة عمان الأحد المقبل، لمناقشة الرد الإيراني على مقترح أمريكي بشأن إعادة إحياء الاتفاق النووي.
الأحد.. يوم الحسم؟
وفقًا لتقارير من وول ستريت جورنال، حذر مسؤول إسرائيلي رفيع من أن الضربة قد تحدث الأحد، إذا لم توافق طهران على وقف فوري لإنتاج المواد الانشطارية القابلة للاستخدام في تصنيع قنبلة نووية.
وفي وقت تتأرجح فيه المنطقة بين مسارين: الديبلوماسية أو المواجهة العسكرية، يبقى مصير الشرق الأوسط رهنًا بما سيجري خلف أبواب لقاء مسقط.