686
بقلم : سالي جابر
كانت تحاول، في كل مرة، أن تشرح ما لا يُشرح…
أن تضع حرائق قلبها في جُملٍ مرتبة،
وتختصر الانهيار في كلماتٍ مهذبة.
لكن شيئًا ما كان يُكسر فيها كلما نطقت.
ليس لأنها ضعيفة،
بل لأن الطرف الآخر لم يُخلق ليفهمها.
فالمشاعر لا تُناقش.
تلك قاعدة يعرفها الذين جرّبوا أن يبرروا حزنهم لقلوبٍ لا تسمع،
أن يطلبوا الاحتواء من أيدٍ باردة.
المشاعر تُعاش، تُكتم، تُدفن أحيانًا،
لكنها لا تُبرر لمن لا يملك القدرة على الإحساس.
كانت تدرك ذلك كلما أعطاها أحدهم نصيحةً مكررة،
أو سألها “لمَ التأثر ؟”
كأن قلبها قطعة زجاج،
مطالبة أن تظل لامعة… حتى وهي تتشقق.
لهذا انسحبت.
لا لأنها استسلمت،
بل لأنها قررت أن تُنقذ ما تبقى منها.
فالمشاعر التي تُشرح كثيرًا، تفقد بريقها،
وتصبح مجرد قصة لا يشعر بها أحد… سوى صاحبها.
