
د.مروة الجندي
الأرابيسك هو فن زخرفي إسلامي يتميز بتشكيل أنماط هندسية ونباتية معقدة ومتداخلة، وغالبًا ما يدمج بينها وبين عناصر خطية. يُعرف أيضًا باسم “التوريق” أو “الرقش”، وهو أسلوب زخرفي ابتكره العرب وانتشر في الفنون الإسلامية. وهو أحد العناصر الأساسية في الفن الإسلامي القديم والمعمار الإسلامي. يعود أصل هذا الفن إلى الحضارة العربية الإسلامية، حيث ازدهر في العصر الذهبي للإسلام وتطور بشكل كبير في الأندلس. انتشر هذا الفن في العديد من المناطق، لكنه بقي مرتبطًا بالهوية العربية الإسلامية. ثم انتقل إلى الفنون الغربية.
يعتمد الأربيسك على الأشكال الهندسية المتداخلة وعلى تكرار وتداخل الأشكال الهندسية مثل الخطوط والمربعات والمثلثات والدوائر، بالإضافة إلى الأشكال النباتية المستوحاة من الأوراق والفروع المتشابكة والمستوحاة من الطبيعة.
وتتميز زخارف الأرابيسك بالتناغم والاتزان في توزيع العناصر وتكرارها، مما يخلق تأثيرًا جماليًا هادئًا ومريحًا للعين.
ويرى البعض أن الأرابيسك يرمز إلى وحدة الإيمان والطريقة التي تنظر بها الثقافات الإسلامية التقليدية إلى العالم.
يستخدم الأرابيسك في تزيين المساجد والقصور والأثاث والأعمال الفنية المختلفة، سواء في العمارة أو في الصناعات اليدوية.
يعود تاريخ الأرابيسك إلى العصر العباسي، وازدهر في العصور الفاطمية والسلاجقة والمماليك، ثم انتقل إلى أوروبا خلال عصر النهضة.
ولذلك يعتبر الأرابيسك من أهم العناصر التي تميز الفن الإسلامي وتعبر عن هويته الثقافية.
يعكس الأرابيسك إبداع الفنان المسلم وقدرته على التعبير عن المفاهيم الجمالية والروحية من خلال الزخرفة.
وعلى الرغم من التحديات التي تواجهها الحرف اليدوية، إلا أن فن الأرابيسك لا يزال موجودًا ويحظى بالاهتمام، مما يضمن استمرارية عبر الأجيال والعصور.