مقالات

كلام الناس لا يقدم ولا يؤخر

بقلم. أحمد حسني القاضي الأنصاري

أولًا الكلام نوعان لا ثالث لهما

كلام الناس في حقيقته يشبه الكعك لكنه لا يُشبع ولا يُفيد وهو نوعان

النوع الأول كعكة فاسدة

طُبخت على نار الغيبة

وعُجنت بالحسد

وتُقدَّم على أطباق من النميمة وسوء الظن

هذه لا تؤكل ولا تُهضم

بل تُفسد الذوق وتُمرض القلب وتُسمم العلاقات

هي كلمات ظاهرها اهتمام وباطنها سُم دفين

النوع الثاني كعكة طيبة

خرجت من قلوب صافية

تُقال بحسن نية

وتحمل نصحًا أو دعمًا

لكن حتى هذه لا يجوز أن نُسلّم لها زمام قراراتنا

لأنها تظل مجرد آراء لا أوامر ولا قوانين

ثانيًا لماذا لا يمكن الاعتماد على كلام الناس

لأن الناس لا يتفقون على شيء

وما يعجب أحدهم قد يُغضب الآخر

ترضيهم اليوم فيسخطون غدًا

تمدحك ألسنتهم صباحًا وتطعنك مساءً

الإنسان الذي يعيش لإرضاء الناس

يضيع نفسه

ويُرهق قلبه

ويظل دائمًا في دائرة المقارنة والقلق

ثالثًا فما الحل

كن كما أمرك الله لا كما يُمليه الناس

افعل الحق وقل الحق وارض الله أولًا ثم نفسك

لا تتبع كل صوت خارجي وتنسى صوتك الداخلي

تجاهل الضجيج وامض في طريقك بثبات

وأخيرًا

رضا الناس غاية لا تُدرك ورضا الله غاية لا تُترك

فإذا خُيرت بين أن تُرضيهم أو تُرضي ربك فاختر ما لا يُترك

ولا تنس أن الناس يتكلمون ثم ينسَون لكنك إن اتبعتهم ستظل أنت وحدك من يدفع الثمن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى