“السويداء تشتعل مجددًا: نيران الاشتباكات تتصاعد وموجات نزوح نحو ريف درعا رغم الهدنة المعلنة”

كتبت ـ مها سمير
رغم إعلان وقف إطلاق النار، عادت الاشتباكات لتشتعل في محافظة السويداء السورية، لليوم الرابع على التوالي، في تصعيد جديد للوضع الأمني بالمنطقة ذات الأغلبية الدرزية، وسط قصف مدفعي عنيف ونزوح جماعي للأهالي نحو ريف درعا الشرقي.
وأعلنت وزارة الدفاع السورية أن “مجموعات خارجة عن القانون” شنت هجمات جديدة على مواقع الجيش السوري وقوات الأمن الداخلي داخل المدينة، ما دفع القوات للرد بقصف مكثف على مصادر إطلاق النار. الوزارة دعت السكان إلى الالتزام بحظر التجول المفروض منذ صباح الثلاثاء، والتعاون بالإبلاغ عن أي عناصر مسلحة لا تزال داخل المدينة.
في الوقت ذاته، قال الدفاع المدني السوري إن فرقه تواصل عمليات الإغاثة والإجلاء وسط الظروف الإنسانية المتدهورة، مشيرًا إلى أن خدمات المياه والكهرباء غائبة عن المدينة لليوم الثاني على التوالي، ما يزيد من معاناة المدنيين.
وتشهد بعض أحياء المدينة حالة إنسانية حرجة، مع ازدياد أعداد الفارين من الاشتباكات، وانتقال العديد منهم إلى مدارس وأماكن عامة بحثًا عن مأوى. مصادر محلية أشارت إلى أن بعض القرى أصبحت شبه خالية من سكانها.
في المقابل، يواصل المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، توماس باراك، إجراء اتصالات دبلوماسية مكثفة مع أطراف إقليمية ودولية، في محاولة لتهدئة الأوضاع وتفادي اتساع رقعة العنف.
وعلى صعيد متصل، نقلت تقارير عن مصادر إسرائيلية تهديدات باستمرار استهداف مواقع الجيش السوري في حال لم تنسحب القوات الحكومية من السويداء، محذّرة من “عواقب تصعيد جديد في الجنوب السوري”.
ويأتي هذا التصعيد في وقت حساس تشهده البلاد، حيث يتقاطع فيه التوتر المحلي مع حسابات إقليمية ودولية، في مشهد يُنذر بالمزيد من التعقيد إن لم تُحتوى الأزمة سريعًا.