تقارير

الشيخ أبو إسحاق الحويني.. رحلة علم وجهاد مع المرض

د/حمدان محمد
حين يُذكر العلم الشرعي في هذا العصر، يبرز اسم الشيخ أبو إسحاق الحويني كواحد من أبرز العلماء والدعاة الذين أثروا المكتبة الإسلامية بعلمهم ودعوتهم. لم يكن مجرد خطيب أو واعظ، بل كان عالمًا موسوعيًّا، وباحثًا دقيقًا في علم الحديث، أفنى عمره في خدمة سنة النبي ﷺ، ودعوة الناس إلى التمسك بالكتاب والسنة.
فقد وُلد الشيخ الحويني في قرية حوين بمحافظة كفر الشيخ، ونشأ نشأة علمية تميزت بحب التفقه في الدين والبحث في كتب الحديث. تتلمذ على أيدي كبار العلماء، وكان شغوفًا بجمع الروايات، ودراسة الأسانيد، حتى صار من أبرز المحدثين في عصره. تميز بأسلوبه السهل الممتنع، حيث كان يخاطب العامة بأسلوب بسيط ومؤثر، ويخاطب طلاب العلم بلغة دقيقة ومنهجية.
ولم يكن الشيخ مجرد عالم نظري، بل كان صاحب موقف، يدافع عن السنة، ويردّ على الشبهات، ويسعى لنشر العلم عبر دروسه وكتبه ومقالاته التي أثرت الساحة الإسلامية.
ولكن كما هو حال العلماء الربانيين، لم يكن طريق الشيخ مفروشًا بالورود، فقد ابتُلي بالمرض منذ سنوات، لكنه ظل ثابتًا، صابرًا، محتسبًا، يواصل العطاء رغم آلامه، في صورة تذكرنا بعلماء السلف الذين حملوا راية العلم حتى آخر لحظات حياتهم.
وفي الآونة الأخيرة، اشتد عليه المرض، مما أثار قلق محبيه وتلاميذه، الذين يدعون له بالشفاء العاجل. وهذا الابتلاء ليس إلا رفعًا لدرجته، وتمحيصًا له، فقد قال النبي ﷺ: “أشد الناس بلاءً الأنبياء، ثم الصالحون، ثم الأمثل فالأمثل” (رواه الترمذي).
فهذه رسالة محبة ودعاء
الشيخ الحويني لم يكن عالمًا عابرًا، بل هو من الذين تركوا بصمات واضحة في خدمة السنة النبوية، ولذلك، فإن الدعاء له واجب على كل محب للعلم وأهله. نسأل الله العظيم، رب العرش العظيم، أن يشفيه شفاءً لا يغادر سقمًا، وأن يطيل في عمره على طاعته، ليواصل مسيرته في نشر العلم والدعوة.
“وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ” [الشعراء: 80].

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى