علمي

 العلماء يرصدون: تطور خطير لمذنب يعبر الشمس الملتهبة

جمال حشاد

المذنبات هي أجسام جليدية قادمة من أطراف النظام الشمسي، تتكون من الجليد، الغبار، والصخور. وعندما تقترب من الشمس، تبدأ بالاحتراق تدريجياً، مشكلةً ذيلاً طويلاً ومضيئًا يمكن رؤيته من الأرض أحيانًا. ومن المذنبات المثيرة تلك التي تجرؤ على المرور قرب الشمس الملتهبة – بل أحيانًا تدخل غلافها الخارجي – فيما يُعرف بـ “المذنبات الشمسية”.

ما الذي يحدث عندما يمر مذنب قرب الشمس؟

عندما يقترب مذنب من الشمس لمسافة قريبة جدًا، تتسبب الحرارة الهائلة والإشعاع الشمسي في تبخر الجليد والغبار من نواة المذنب؛ يكوّن هذا الذيل المضيء الذي نراه حيث

يتفكك بالكامل بسبب الجاذبية الشمسية العالية.

ويتبخر نتيجة درجات الحرارة التي قد تتجاوز ملايين الدرجات في الغلاف الشمسي (الهالة الشمسية).

مذنبات كراوتز: أقرب الزوار للشمس

هناك مجموعة من المذنبات تُعرف باسم “عائلة كراوتز”، وهي تتبع مدارًا يمر قريبًا جدًا من الشمس. معظمها ينتهي بالتبخر الكامل عند الاقتراب، لكن بعضها يكون كبيرًا بما يكفي ليبقى جزء منه على قيد الحياة. يُعتقد أن هذه العائلة ناتجة عن تفكك مذنب ضخم منذ قرون.

مذنب نيجويس: كمثال حديث

رغم أن مذنب NEOWISE لم يمر مباشرة داخل الغلاف الشمسي، فإنه اقترب كثيرًا من الشمس في يوليو 2020، واقترب إلى مسافة 43 مليون كيلومتر تقريبًا؛ أدى هذا الاقتراب إلى تبخر كميات ضخمة من مادته، مما جعله مشهدًا لافتًا في سماء الأرض.

ماذا نتعلم من هذه الظاهرة؟

رصد المذنبات التي تمر قرب الشمس يساعد العلماء على:

دراسة تركيب المذنبات ومعرفة نسب الجليد والغبار فيها.

فهم تأثير الحرارة الشمسية على الأجسام السماوية.

دراسة الهالة الشمسية نفسها، حيث أن مرور المذنب عبرها يتيح فرصة لرصد التغيرات في درجة الحرارة والكثافة.

يتبخر المذنب على بعد ٤٣ مليون/ كم من الشمس

المذنبات التي تمر قرب الشمس تتبخر لمجرد اقترابها مسافة ٤٣ مليون/ كيلو متر من الشمس لتقدم عرضًا سماويًا مثيرًا، لكنها أيضًا فرصة علمية ثمينة لفهم طبيعة الزوّار الجليديين، والشمس نفسها. وفي كل مرة يقترب فيها مذنب من شمسنا، فإنه يروي قصة درامية من الحرارة، والضوء، والتحول

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى