كتبت: د. إيمان بشير ابوكبدة
يعتقد الكثيرون أن رائحة الكلور النفاذة في حمامات السباحة هي علامة أكيدة على نظافة الماء وتطهيره. في الواقع، هذه الرائحة التي غالبًا ما ترتبط بالمسابح قد تكون مؤشرًا على شيء آخر تمامًا، وربما تكون علامة على أن الماء ليس نظيفًا بالقدر الذي تتوقعه!
ما نشمه عادة في حمامات السباحة ليس الكلور نفسه، بل هو مركب يسمى الكلورامينات. تتكون الكلورامينات عندما يتفاعل الكلور المطهر (الذي يضاف لقتل البكتيريا والجراثيم) مع الأمونيا والنيتروجين الموجودين في العرق، الزيوت الطبيعية للجسم، البول، ومستحضرات التجميل التي يجلبها السباحون معهم إلى الماء.
لماذا تعد الكلورامينات مشكلة؟
ليست مؤشرًا على النظافة: وجود الكلورامينات يعني أن الكلور مشغول بالتفاعل مع الملوثات العضوية بدلاً من التركيز على قتل الكائنات الدقيقة الضارة. بعبارة أخرى، عندما تشم رائحة كلور قوية، فهذا يعني أن هناك الكثير من الملوثات في الماء التي تتفاعل مع الكلور.
مهيجة للجلد والعينين والجهاز التنفسي: الكلورامينات هي المسؤولة الرئيسية عن تهيج العينين واحمرارهما، جفاف الجلد وحكته، وحتى مشاكل الجهاز التنفسي مثل السعال والعطاس، خاصة لدى الأطفال والأشخاص الذين يعانون من الربو أو الحساسية.
تقلل من فعالية الكلور: عندما يتحول الكلور الحر إلى كلورامينات، تقل قدرته على تطهير الماء بشكل فعال، مما يزيد من خطر نمو البكتيريا والطحالب.
ما الذي يجب أن تشمه في مسبح نظيف؟
المسبح النظيف الذي يتم صيانته بشكل جيد يجب أن تكون له رائحة خفيفة جدًا أو لا رائحة على الإطلاق. الكلور النقي في الماء ليس له رائحة واضحة. إذا كنت تشم رائحة قوية “للكلور”، فهذا يعني أن المسبح يحتاج على الأرجح إلى معالجة، مثل “الصدمة” (إضافة جرعة كبيرة من الكلور لكسر الكلورامينات) أو تحسين أنظمة التهوية.
ماذا يمكنك أن تفعل كسباح؟
للمساعدة في الحفاظ على جودة مياه المسبح وتقليل تكون الكلورامينات، يمكنك اتباع بعض الإرشادات البسيطة:
الاستحمام قبل النزول للمسبح: الاستحمام بماء وصابون قبل دخول المسبح يزيل الكثير من العرق والزيوت ومستحضرات التجميل التي تتفاعل مع الكلور.
تجنب التبول في المسبح: هذه النقطة بديهية ولكنها أساسية.
تشجيع الأطفال على استخدام الحمامات: تأكد من أن الأطفال يأخذون فترات راحة منتظمة لاستخدام الحمامات.
