نجده محمد رضا
في أعالي جبال الهيمالايا، حيث يتنفس الهواء بصعوبة وتعجز الكائنات عن الصمود، يحلق ملك غير متوّج على عرش السماء إنه نسر جبال الهيمالايا أو ما يُعرف علميًا باسم “Gypaetus barbatus” النسر الملتحي.
كائن لا يعرف الخوف هذا النسر الجبّار يُعد من أكبر وأقوى الطيور الجارحة في العالم، بجناحين قد يصل طولهما إلى 3 أمتار، ووزن يقارب 7 كيلوغرامات. يعيش على ارتفاعات شاهقة تتجاوز أحيانًا 5,000 متر، حيث الثلوج دائمة، والرياح قاسية، والأكسجين شحيح.
لكنه لا يهاب فهو مصمم بدقة مذهلة للطيران في هذه الظروف، بجناحين عريضين وريش عازل للبرودة، وعينين ثاقبتين لا تفوّتان حركةً على الأرض.
نظام غذائي غير مألوف
ما يثير الدهشة حقًا هو نظامه الغذائي الغريب نسر جبال الهيمالايا لا يصطاد كمعظم الجوارح، بل يتغذى على العظام! نعم، يأكل العظام بعد أن يسقطها من ارتفاع شاهق على الصخور ليكسرها ويصل إلى نخاعها الغني بالطاقة.
هذه الاستراتيجية الفريدة جعلته يُلقّب بـآكل العظام وهو الوحيد في عالم الطيور الذي يعتمد على العظام كمصدر غذاء رئيسي.
أسطورة في ثقافات الشعوب
في العديد من ثقافات شعوب التبت والنيبال، يُنظر إلى هذا النسر باحترام بالغ.
يُعتقد أنه حارس الأرواح، وأن ظهوره في السماء علامة على البركة أو التحوّل الروحي.
حتى في طقوس “الدفن السماوي” الشهيرة في التبت، يُترك الجسد لتأكله النسور كوسيلة لتقديم الجسد للطبيعة، ويُعتبر نسر الهيمالايا أقدس من يشارك في هذه الطقوس.
خطر الانقراض يهدده رغم قوته وعظمته فإن هذا النسر مهدد اليوم بفعل تغيّرات المناخ، وندرة الغذاء، والأنشطة البشرية.
أدت التسممات غير المباشرة الناتجة عن مخلفات الأدوية في جثث الحيوانات، والصيد الجائر، إلى تراجع أعداده في مناطق كثيرة.
المنظمات البيئية تطلق تحذيرات مطالبة بحماية هذا الكنز الطبيعي، الذي لا يحكم الجبال فقط، بل يحكي قصة توازن دقيق بين الحياة والموت
الاسم العلمي Gypaetus barbatus
الطول1.1 متر طول الجناحين حتى 3 أمتار
الموطن جبال الهيمالايا، آسيا الوسطى
الغذاء:عظام الحيوانات النافقة
الحالة البيئية مهدد في بعض المناطق
نسر جبال الهيمالايا ليس مجرد طائر، بل أيقونة للطبيعة المتوحشة، ودليل على أن البقاء للأذكى، لا للأقوى فقط.
فهل سنحسن حمايته قبل أن يصبح مجرد قصة تُروى عن مخلوق كان يملك السماء؟
