نجده محمد رضا
عندما يُذكر اسم “إبراهيم الرفاعي”، يتوقف الزمن احترامًا لرجل حفر اسمه بحروف من نور في سجل البطولات المصرية. لم يكن مجرد ضابط في القوات المسلحة، بل كان أسطورة عسكرية حقيقية، ورمزًا للفداء، حتى استحق عن جدارة لقب “أمير الشهداء”.
من هو إبراهيم الرفاعي؟
ولد العميد أركان حرب إبراهيم السيد محمد الرفاعي في 1931 بمحافظة الدقهلية. التحق بالكلية الحربية وتخرج منها عام 1954، وانضم لسلاح المشاة، ثم أصبح أحد أبرز الضباط في وحدات الصاعقة، وتميز بمهاراته القتالية الفذة وشجاعته النادرة.
تأسيس المجموعة 39 قتال
بعد نكسة يونيو 1967، كان الوطن بحاجة لأبطال يعيدون للجيش المصري كرامته وهيبته. فصدر القرار بتأسيس المجموعة 39 قتال تحت قيادة إبراهيم الرفاعي، والتي نفذت أخطر وأصعب المهام خلف خطوط العدو الإسرائيلي في سيناء، واشتهرت بعملياتها الجريئة.
وقد نفذت المجموعة عشرات العمليات النوعية منها
تدمير مخازن الذخيرة في عمق سيناء.
أسر جنود إسرائيليين.
زرع ألغام وتفجير دبابات.
نصب الكمائن وإرباك العدو بشكل غير مسبوق.
بطل لا يعرف المستحيل
كان الرفاعي يؤمن أن النصر يصنعه الرجال لا العتاد فقط. لم يكن يرسل رجاله للمعركة دون أن يتقدمهم بنفسه، وكان أول من يدخل وآخر من يخرج، ولهذا أحبه أفراده بشدة ولقبوه بـ”الأسد الذي لا ينام”.
وقد أصيب عدة مرات ورفض الاستراحة، قائلاً:
“لن أستريح حتى أرى علم مصر مرفوعاً على سيناء.”
الاستشهاد في معركة العبور
في يوم 19 أكتوبر 1973، وبينما كانت المعارك لا تزال محتدمة في حرب أكتوبر المجيدة، استشهد البطل إبراهيم الرفاعي خلال تنفيذ عملية ضد القوات الإسرائيلية شرق قناة السويس. وكان استشهاده خسارة كبيرة، لكنه كان نهاية تليق بقائد لم يعرف في حياته سوى البطولة والتضحية.
أمير الشهداء
أُطلق عليه لقب “أمير الشهداء” من زملائه في الجيش، وأصبح اسمه رمزًا خالدًا في سجل البطولات المصرية. وتم تكريمه بعد وفاته بمنحه العديد من الأوسمة، وأُطلق اسمه على شوارع ومدارس تكريمًا له.
رحل البطل إبراهيم الرفاعي، لكنه ترك إرثًا لا يُنسى من الشجاعة والبطولة والإخلاص. سيظل اسمه محفورًا في ذاكرة الوطن، وتبقى سيرته نبراسًا يضيء درب كل من يطمح أن يكون من أبناء هذا الوطن الأوفياء.
“نم قرير العين يا أمير الشهداء، فقد أديت الأمانة، ورفعت راية الوطن عالية خفاقة.”
