نجده محمد رضا
كل ما تكتبه، كل ما تبحث عنه، كل مكان تذهب إليه، كل من تتواصل معه، كل ما تشتريه… يتم جمعه وتحويله إلى ملف عنك.
يُباع هذا الملف لمن يدفع أكثر: شركات الإعلانات، الحكومات، القراصنة، وكل جهة تريد التأثير عليك أو التحكم بك أو ابتزازك أو استغلالك.
ظننت يومًا أنك كنت فقط تبحث أو تتكلم عن شيء، ثم فجأة وجدته يظهر لك… إعلانًا، أو مقترحًا، أو إشعارًا… لم يكن سحرًا، بل خوارزمية تراقبك حتى في صمتك.
الخصوصية لم تمت لأنها سُرقت، بل لأنها بيعت بموافقتك أنت.
تضغط “موافق” دون قراءة، تفتح الكاميرا دون تفكير، تسجّل دخولك بحساباتك في كل مكان… أنت تمنح حياتك قطعة قطعة، كل يوم، بإرادتك الكاملة.
لا أحد يهتم بأمانك لأن بياناتك صارت العملة الأقوى في العالم.
وكلما ظننت أنك مستخدم مجاني، كنت في الحقيقة السلعة الأرخص.
في هذا العصر، التسريب ليس اختراقًا.
التسريب هو النظام.
الاختراق الحقيقي هو أن تعيش وأنت تظن أنك غير مُراقَب.
