الجمعية التي تأكل من جسد اليتيم وتُحمد الله بعد الوجبة

نجده محمد رضا

في مؤسسات يُفترض بها أن تكون ملاذًا آمنًا لليتيم تنكشف صورة مرعبة

جمعية تُزيّن بوابتها بآيات الرحمة، بينما يديرها مجلس إدارة لا يعرف من الرحمة سوى حروفها.

مجلس
بلا رؤية،
بلا ضمير،
بلا رعاية فعلية.

يتعامل مع الأطفال وكأنهم
“أرصدة متحركة”،

ومع التبرعات كأنها
“غنيمة”،

ومع الشكاوى كأنها
“ضوضاء يجب إسكاتها”.

أعضاء هذا المجلس لا يعيشون داخل الدار، بل فوقها…
ينظرون من مكاتبهم المغلقة، يوقّعون الأوراق، يبتسمون في الصور
ثم يعودون إلى منازلهم وكأنهم أنقذوا الكون.

لكن داخل الغرف، هناك طفل يرتجف.
هناك من ينام على بكاء، وهناك من يتمنى أن يُنقل إلى الشارع هربًا من جحيم “الرعاية المنظمة”.

المصيبة ليست في فقر الإمكانيات، بل في فقر القلوب التي تحكم.

المجلس لا يراقب الموظف، بل يغطي عليه.

لا يحاسب المعتدي، بل ينقله لغرفة أخرى.

ولا يُطرد الفاسد، بل يُكافأ بصمت.

إنهم لا يديرون جمعية… بل يديرون واجهة خداع.
واجهة ناعمة تُضحك الكاميرا، وتُبكي الأطفال.

ولذلك، فإن بقاء هذا المجلس جريمة،
وكل يوم إضافي لهم في مناصبهم…
هو إذنٌ رسمي باستمرار الإهانة، واستثمار الألم.

إلى الجهات المعنية
إن تغيير مجلس الإدارة ليس خيارًا… بل ضرورة.

لأن الإصلاح لا يبدأ من الطلاء… بل من اقتلاع الجذور الفاسدة.

Related Posts

-أثر الحرمان العاطفي على كيمياء دماغ الطفل.

د. ياسمين عبدالله. الحب ليس مجرد شعور دافئ، بل هو عملية بيولوجية تغذي دماغ الطفل وتدعم نموه النفسي،وعندما يغيب هذا الحب، تبدأ كيمياء الدماغ في التغير بطرق قد تترك أثراً…

الورد البلدي ملك الزهور

بقلم الكاتبة /دارين عوض الورد البلدي، المعروف علميًا باسم “Rosa damascena”، ليس مجرد زهرة جميلة، بل هو جزء أصيل من تراثنا وثقافتنا العربية. يتميز هذا الورد برائحته الفواحة التي لا…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *