
د. ياسمين عبدالله.
الحب ليس مجرد شعور دافئ، بل هو عملية بيولوجية تغذي دماغ الطفل وتدعم نموه النفسي،وعندما يغيب هذا الحب، تبدأ كيمياء الدماغ في التغير بطرق قد تترك أثراً عميقاً على شخصية الطفل وسلوكه.
ما هو الحرمان العاطفي؟
هو غياب الإشباع النفسي الذي يحتاجه الطفل من محيطه، سواء كان ذلك عبر اللمسات الحانية، الكلمات المشجعة، أو الوقت المخصص للحديث معه.
هذا النقص قد يحدث حتى في بيوت مليئة بالموارد المادية، لكنه يفتقر إلى التواصل الإنساني الدافئ.
-كيف يؤثر على الدماغ؟
-انخفاض الأوكسيتوسين: وهو الهرمون الذي يعزز الثقة والشعور بالأمان، مما يجعل الطفل أكثر عرضة للقلق والعزلة.
-ارتفاع الكورتيزول: زيادة هذا الهرمون نتيجة التوتر المزمن قد تؤثر على الذاكرة، الانتباه، وحتى النمو الجسدي.
-بطء نمو المناطق المسؤولة عن التنظيم الانفعالي: فيصعب على الطفل التحكم في انفعالاته أو اتخاذ قرارات هادئة.
-مؤشرات الحرمان العاطفي عند الطفل:
-عزلة أو خجل مبالغ فيه.
-انفعالات حادة أو غضب متكرر.
-تراجع في الأداء المدرسي أو ضعف التركيز.
-بحث مفرط عن الاهتمام أو رفضه بشكل كامل.
-خطوات لحماية الطفل:
-التواصل الجسدي اليومي: الحضن ولمس الكتف أو اليد يمنح الطفل إحساسًا بالأمان.
-إظهار الاهتمام بمشاعره: سؤال بسيط مثل:كيف كان يومك؟له أثر كبير.
-تشجيع التعبير عن الذات: من خلال الرسم، اللعب، أو التحدث عن المواقف اليومية.
-الروتين العاطفي: طقوس صغيرة مثل قراءة قصة قبل النوم أو تناول وجبة مشتركة بانتظام.
-وأخيراً:
الحرمان العاطفي ليس مجرد غياب للحب، بل هو غياب لواحدة من أهم ركائز النمو العصبي والنفسي السليم ،فالطفل الذي يتلقى احتواءاً عاطفياً مستمراً، يبني دماغاً أقوى ونفساً أقدر على مواجهة تحديات الحياة.