كتبت / بسمله السيد
رغم حجمها الصغير الذي لا يتعدى بضع ملليمترات، إلا أنها تُعتبر من أخطر الحشرات في العالم.
فهي الناقل الرئيسي لمرض النوم الأفريقي، أحد الأمراض النادرة والمميتة إذا لم يُعالج في الوقت المناسب.
● ما هي ذبابة تسي تسي ولماذا سميت بهذا الاسم ؟
تنتشر ذبابة تسي تسي في أكثر من 36 دولة أفريقية، خاصة في المناطق الاستوائية. وتتميز بمظهر يشبه الذبابة المنزلية، لكن خطورتها تكمن في نقل طفيل يسمى تريبانوسوما، المسبب الأساسي لمرض النوم.
سميت بهذا الاسم نسبةً للصوت الذي تصدره أثناء طيرانها .

● أنواع طفيليات التي تنقلها الذبابة :
هناك نوعين من الطفيليات التي يتسبب فيها مرض النوم الأفريقي :
1. Trypanosoma brucei gambiense (T.b. gambiense)
١. منتشر في غرب ووسط أفريقيا.
٢. بيسبب المرض المزمن (يتطور ببطء جدًا خلال شهور وسنين).
٣. المصاب ممكن يفضل فترة طويلة من غير ما يحس بأعراض واضحة.
مسؤول عن حوالي 98% من حالات مرض النوم.
2. Trypanosoma brucei rhodesiense (T.b. rhodesiense)
١. موجود في شرق وجنوب أفريقيا.
٢. بيسبب المرض الحاد (سريع جدًا، الأعراض بتظهر في أسابيع أو شهور قليلة).
٣. أخطر لأنه بيهاجم الجسم بسرعة وبيوصل للمخ أسرع.
٤. بيمثل حوالي 2% من الحالات بس، لكنه أخطر.
● مرض النوم الأفريقي وأعراضه:
المرض يبدأ بأعراض بسيطة مثل الصداع والحمى والإرهاق، لكن مع مرور الوقت يهاجم الجهاز العصبي مسببًا:
١. اضطرابات في النوم.
٢. تغيرات في السلوك والمزاج.
٣. تشوش في التفكير.
٤. وفي المراحل الأخيرة قد يؤدي إلى غيبوبة ثم الوفاة.
● كيف ينتشر المرض في الجسم ؟
تصيب العدوى الأجزاء المختلفة من الجسم بالترتيب التالي:
١. الجلد
٢. الدم والعُقَد اللِّمفِية
٣. الدِّماغ والسائل الدماغي الشوكي (السائل الذي يحيط بالدماغ والحبل الشوكي)
ويختلف حسب نوع الطفيل .
● أرقام وإحصائيات:
وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، أكثر من 70 مليون شخص في أفريقيا مهددون بخطر الإصابة.
في بداية الألفية كان هناك ما يزيد عن 40 ألف حالة سنويًا، لكن بفضل جهود المكافحة تراجعت الإصابات بشكل كبير في السنوات الأخيرة.
● هل يوجد علاج للمرض :
العلاج بيعتمد على المرحله ونوع الطفيل :
١. اذا كانت العدوى في المرحلة الأولى (قبل وصول الطفيلي للجهاز العصبي المركزي):
يتعالج بـ Pentamidine (ضد T.b. gambiense)
أو Suramin (ضد T.b. rhodesiense)
٢. اذا كانت العدوى في المرحلة التانية ( بعد وصول الطفيلي للمخ والسائل الشوكي):
يتعالج بـ Melarsoprol (فعال ولكن سام جدًا)
أو Eflornithine (يستخدم غالبًا مع nifurtimox ويكون أقل سمّية من melarsoprol)
العلاج يجب أن يكون تحت إشراف طبي متخصص، وغالبًا يوجد بمراكز معينة في أفريقيا لأن الأدوية غير متوفرة بسهولة.
● جهود السيطرة:
١. استخدام الشباك المعالجة بالمبيدات الحشرية حول المنازل.
٢. إطلاق حملات توعية في القرى والمناطق الموبوءة.
٣. علاج الحالات المكتشفة مبكرًا مجانًا في مراكز صحية متخصصة.
● إيجابيات وسلبيات المواجهة:
الإيجابيات: انخفاض معدلات الإصابة بشكل ملحوظ خلال العقدين الأخيرين.
السلبيات: صعوبة القضاء تمامًا على الذبابة بسبب بيئتها المناسبة في الغابات والأدغال.
ذبابة تسي تسي مثال حي على أن الخطر لا يُقاس بالحجم، بل بالتأثير. وبينما يواصل العلماء والمنظمات جهودهم للسيطرة عليها، يبقى الوعي والوقاية هما خط الدفاع الأول لحماية ملايين البشر من هذا المرض الفتاك.
