عادل النمر
١- تؤكد وزارة الأوقاف المصرية أن أي إساءة أو تجاوز في حق مقام سيدنا محمد ﷺ من أي إنسان، إنما يُعد افتئاتًا على معاني الإجلال والقداسة الواجبة لرسول الله ﷺ، التي ليس أحد أحقّ بها من مقام المعصوم. وترى الوزارة أن مثل هذا الفعل صورة من صور التطرف الذي تعمل على مواجهته ضمن استراتيجيتها ذات المحاور الأربعة.
٢- وفي هذا السياق، وجّه الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، بفتح تحقيق عاجل وموسع في الواقعة التي شهدها أحد المساجد، حيث صدر التصرف من شاب لا ينتمي إلى وزارة الأوقاف، ما زال طالبًا بالمرحلة الثانوية. وقد تقرر استدعاء جميع المسئولين إداريًّا ودعويًّا عن المسجد، لاتخاذ الإجراءات القانونية والإدارية الحاسمة بحق كل من يثبت تقصيره، مع التشديد على ضبط الأداء الدعوي والالتزام بالضوابط الإدارية والتنظيمية الخاصة بالتصريح والاعتماد.
٣- وقد بادر الشاب صاحب الواقعة بتقديم اعتذار علني عبر مقطع مصوَّر نشره على صفحته، أبدى فيه أسفه وندمه، موضحًا أنه أساء الفهم والتعبير، ومؤكدًا أن من حق المسلمين الاحتفال بالمولد النبوي الشريف. كما قدّم اعتذاره لوزارة الأوقاف عمّا بدر منه. وترى الوزارة أن الهدي النبوي الشريف يوجّهنا إلى قبول الاعتذار، وإقالة العثرات، وتحويل الزلل إلى فرصة للتعلم، بما يتيح للشاب – ولكل مخطئ – تحويل اعتذاره إلى طاقة إيجابية في مسار الوعي الصحيح والتربية القويمة.
٤- وتؤكد الوزارة أن قبول الاعتذار لا يُلغي استكمال التحقيقات الجارية داخلها، وأنه في حال تكرار مثل هذا الفعل، سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية الكاملة بحق المذكور.
٥- وتعتز الوزارة بالروح الدينية المصرية الأصيلة السمحة، في فهم الدين والاحتفاء بمولد الرسول الهادي ﷺ. كما تهيب بجميع أبناء الشعب المصري والأسر التعاون والمتابعة في تربية النشء، لحمايتهم من أي انحراف فكري، باعتبار ذلك مسؤولية مشتركة بين المؤسسات والمجتمع كله، لضمان حماية الوعي وتحصينه.
٦- كما تعتزم الوزارة التباحث مع الأزهر الشريف حول تعزيز الجهود المشتركة لتحصين الأجيال الناشئة من التطرف الفكري.
٧- وتواصل الوزارة منذ فترة، بالتعاون مع مؤسسات الدولة المعنية، دراسة سبل الاستعانة بأساتذة الجامعات والمعلمين بالمعاهد الأزهرية والمتقاعدين من وزارة الأوقاف، إضافة إلى طلاب السنوات النهائية المتميزين في كليات جامعة الأزهر، وذلك بعد إجراء الاختبارات والتدريب اللازم لهم، بهدف الاستفادة من كفاءاتهم العلمية والفكرية لسد أي عجز في الأئمة.
واختتامًا، تؤكد وزارة الأوقاف أن المنابر خط أحمر، وأنها لن تقبل بأي تجاوز أو إساءة للمنبر الشريف، وأن اعتلاء المنابر قاصر على المعتمدين رسميًا فقط. وأي خرق لهذه الضوابط سيُواجَه بحزم كامل وفق القانون والتعليمات.
