د. إيمان بشير ابوكبدة
إن وضعية الجسم لا تقتصر على طريقة جلوسك أو وقوفك، بل إنها عامل رئيسي في صحتك العامة. فمن الحفاظ على صحة العمود الفقري إلى تحسين ثقتك بنفسك، تؤثر وضعية الجسم على صحتك الجسدية ومظهرك. فالوضعية السليمة قد تجعلك تبدو أطول وأكثر رشاقة مع تقليل الضغط على عضلاتك ومفاصلك. ولكن الوضعية السيئة لا تجعلك تنحني فحسب؛ بل إنها تضغط على أعضائك الداخلية، مما يجعل عملية الهضم والتنفس أكثر صعوبة.
كيف تؤثر وضعية الجسم السيئة على صحتك
لا يقتصر تأثير الانحناء على الظهر فقط، بل يؤثر أيضًا على الجسم. فالانحناء يضع ضغطًا غير ضروري على العمود الفقري، مما يؤثر على العضلات والمفاصل والعظام. وبمرور الوقت، يؤدي هذا إلى آلام مزمنة وحتى الحد من حركتك. بالإضافة إلى ذلك، فإن الوضع السيئ يضغط على رئتيك وأمعائك، مما يجعل التنفس بعمق وهضم الطعام بشكل صحيح أكثر صعوبة. من خلال الاستقامة، فإنك لا تخفف من آلام الظهر فحسب، بل تعزز أيضًا وظائف الأعضاء بشكل أفضل.
هناك مشكلة شائعة أخرى وهي “رقبة الرسائل النصية”، والتي تحدث بسبب إمالة رأسك باستمرار إلى الأسفل أثناء استخدام الهاتف الذكي. تضع هذه العادة ضغطًا مفرطًا على رقبتك وعمودك الفقري. ما الحل؟ ارفع هاتفك إلى مستوى العين وحرك عينيك بدلاً من تحريك رأسك بالكامل. يمنع هذا التعديل البسيط إجهاد العمود الفقري على المدى الطويل.
القيادة والنوم: الوضعية مهمة في كل مكان
لا تؤثر وضعية جسمك عليك فقط عندما تقف أو تجلس، بل تؤثر أيضًا عندما تقود أو تنام. أثناء القيادة، قد يكون وضع الاستلقاء مريحًا، لكنه يجهد أسفل ظهرك. بدلاً من ذلك، اجلس في وضع مستقيم مع ثني ركبتيك قليلاً عند مستوى الورك. يوفر إضافة وسادة صغيرة أو دعم أسفل الظهر راحة إضافية ويمنع آلام الظهر في الرحلات الطويلة. عندما يتعلق الأمر بالنوم، فإن اختيار المرتبة والوسادة يلعب دورًا حاسمًا. تدعم المرتبة الصلبة المنحنى الطبيعي للعمود الفقري، مما يمنع اختلال المحاذاة. يجب على الأشخاص الذين ينامون على جانبهم ثني ركبتيهم قليلاً أثناء وضع وسادة تحت رؤوسهم للمحاذاة. يجب على الأشخاص الذين ينامون على الظهر استخدام وسادة رقيقة أسفل الرقبة للحفاظ على دعم العمود الفقري.
التمارين الرياضية والأحذية: الأبطال المجهولون للوضعية الجيدة
الوزن الزائد، وخاصة حول البطن، يضع ضغطًا إضافيًا على العمود الفقري. تعمل التمارين الرياضية المنتظمة، وخاصة أنشطة تقوية الجذع مثل البيلاتس والتاي تشي، على تعزيز دعم العمود الفقري. تحافظ الجذع القوي على استقامة جسمك، مما يقلل من الضغط على أسفل ظهرك.
تلعب الأحذية أيضًا دورًا مدهشًا في تحديد وضعية الجسم. قد تكون الأحذية ذات الكعب العالي أنيقة، لكنها تجبر العمود الفقري على اتخاذ وضع غير طبيعي، مما يؤدي إلى آلام الظهر. بدلاً من ذلك، اختر أحذية ذات كعب منخفض وداعم للحفاظ على المحاذاة الصحيحة طوال اليوم.
تحديد مشاكل الوضعية وتصحيحها
هل أنت غير متأكد من أن وضعيتك تحتاج إلى بعض العمل؟ قد يساعدك اختبار بسيط. قف بحيث يكون مؤخرة رأسك مستندة إلى الحائط، مع إبقاء قدميك على بعد ست بوصات. يجب أن يكون هناك فجوة صغيرة بين أسفل ظهرك ورقبتك. إذا شعرت أن هذا الوضع غير طبيعي أو يصعب الحفاظ عليه، فقد حان الوقت للتركيز على تحسين وضعيتك.
على الرغم من أن الوضعية السيئة لا تؤدي دائمًا إلى الألم، إلا أن قضاء ساعات طويلة في الوضعية الخاطئة قد يسبب الصداع وتيبس العضلات وآلام الظهر. إذا استمر الانزعاج، فإن طلب المشورة الطبية يمكن أن يساعد في تحديد السبب الأساسي ومنع حدوث المزيد من المشكلات.
قف بشموخ من أجل مستقبل أكثر صحة
لا يتعلق الوضع الجيد فقط بالثقة في النفس، بل يتعلق أيضًا بالحفاظ على جسمك في أفضل حالة. بدءًا من طريقة جلوسك في العمل وحتى الأحذية التي ترتديها، يمكن للتعديلات اليومية البسيطة أن تحدث فرقًا كبيرًا. من خلال البقاء نشطًا، والاهتمام بمحاذاة جسمك، واتخاذ خيارات مناسبة لوضعية الجسم، يمكنك حماية عمودك الفقري والاستمتاع بحياة أكثر صحة وخالية من الألم. لذا، استقم واستمتع بفوائد الوقوف بشكل مستقيم.
