د.نادي شلقامي
تعد المدارس بيئة خصبة لانتشار الأمراض بين الأطفال، نظرًا للاختلاط الوثيق بينهم، خاصة في الفصول الدراسية والملاعب. وتختلف أنواع الأمراض التي قد تنتشر، وتتطلب كل منها إجراءات وقائية وعلاجية خاصة.
الأمراض التي تنتشر بين الأطفال في المدارس
تنتقل معظم الأمراض في المدارس عن طريق الرذاذ المتطاير من السعال والعطس، أو عن طريق لمس الأسطح الملوثة، ومن ثم لمس العينين أو الأنف أو الفم. ومن أبرز هذه الأمراض:
1- أمراض الجهاز التنفسي: مثل نزلات البرد، والإنفلونزا، والتهاب الحلق، والحصبة.
2- الأمراض الجلدية: مثل جدري الماء، والقوباء، والتينيا، والجرب، والقمل.
3- أمراض العيون: مثل التهاب الملتحمة.
4- أمراض الجهاز الهضمي: مثل الإسهال والقيء.
5- أمراض أخرى: مثل التهاب الأذن الوسطى.
أخطر الأمراض التي قد تنتشر في المدارس
على الرغم من أن معظم الأمراض التي تنتشر في المدارس تكون خفيفة نسبيًا، إلا أن بعضها قد يكون خطيرًا ويسبب مضاعفات إذا لم يتم علاجه بشكل صحيح، ومنها:
6- الحصبة: مرض شديد العدوى يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل الالتهاب الرئوي والتهاب الدماغ.
7- التهاب السحايا: عدوى خطيرة تصيب الأغشية المحيطة بالمخ والحبل الشوكي.
8- الفيروس المخلوي التنفسي: قد يسبب أعراضًا شبيهة بالربو، وقد تتطلب بعض الحالات دخول المستشفى، خاصة لدى الأطفال الأصغر سنًا.
9- أمراض الجهاز المناعي: بعض الحالات المزمنة مثل الربو والسكري قد تزيد من فرص الإصابة بالالتهابات.
كيفية الوقاية منها وعلاجها
الوقاية خير من العلاج، وتعتمد على جهود مشتركة بين الأهل والمدرسة والطفل نفسه.
الوقاية:
1-التطعيم: الالتزام بجدول التطعيمات الموصى به ضد أمراض مثل الحصبة والإنفلونزا والنكاف والحصبة الألمانية.
2- النظافة الشخصية: تعليم الأطفال غسل اليدين بالماء والصابون بانتظام، خاصة بعد استخدام دورة المياه، وقبل تناول الطعام، وبعد السعال أو العطس.
3- تجنب لمس الوجه: توعية الأطفال بأهمية تجنب لمس العينين والأنف والفم.
4- الوعي بآداب السعال والعطس: تعليم الأطفال تغطية الفم والأنف بمنديل ورقي أو بالذراع عند السعال أو العطس، والتخلص من المنديل فورًا.
5- التغذية الصحية: توفير الغذاء الصحي الغني بالفيتامينات والمعادن لتقوية جهاز المناعة.
6- التهوية الجيدة: تهوية الفصول الدراسية بانتظام لتقليل تركيز الجراثيم.
7- عزل الطفل المريض: إبقاء الطفل المريض في المنزل حتى يتعافى تمامًا لمنع انتشار العدوى.
العلاج:
1- استشارة الطبيب: يجب مراجعة الطبيب لتشخيص الحالة ووصف العلاج المناسب.
2- الالتزام بالعلاج: يجب الالتزام بتعليمات الطبيب وتناول الأدوية في مواعيدها المحددة.
3-الراحة: يحتاج الطفل المريض إلى الراحة الكافية للمساعدة في التعافي.
أدوار الأطراف المعنية
تتطلب مكافحة انتشار الأمراض في المدارس تعاونًا فعالًا بين جميع الأطراف.
دور ولي الأمر:
1-المتابعة الصحية: متابعة الحالة الصحية للطفل بانتظام، وملاحظة أي أعراض للمرض.
2- التوعية: توعية الطفل بأهمية النظافة الشخصية والوقاية من الأمراض.
3- الالتزام بالتطعيمات: التأكد من حصول الطفل على جميع التطعيمات اللازمة.
4- الإبلاغ والعزل: إبلاغ إدارة المدرسة بحالة الطفل الصحية وإبقائه في المنزل في حالة إصابته بمرض معد.
5-التواصل مع المدرسة: التواصل المستمر مع المدرسة للتعرف على سياساتها وإجراءاتها الصحية.
دور المدرس والمدرسة:
1- التثقيف الصحي: توفير برامج تثقيف صحي للطلاب حول النظافة الشخصية والوقاية من الأمراض.
2- توفير بيئة صحية: التأكد من نظافة الفصول الدراسية والمرافق الصحية وتوفير الصابون والمناديل المعقمة.
3-المراقبة: مراقبة الطلاب بشكل يومي بحثًا عن أي أعراض للمرض، وإبلاغ أولياء الأمور في حال وجود أي شكوك.
4- تطبيق السياسات الصحية: وضع سياسات واضحة للتعامل مع الحالات المرضية، مثل سياسة عزل الطلاب المصابين.
5- التعاون مع أولياء الأمور: بناء شراكة قوية مع أولياء الأمور لضمان صحة وسلامة الطلاب.
6-تهوية الفصول: التأكد من تهوية الفصول بشكل جيد لتقليل انتشار الجراثيم.
