د.نادي شلقامي
الروماتويد المفصلي هو مرض مناعي ذاتي مزمن، يهاجم فيه الجهاز المناعي للجسم عن طريق الخطأ الأنسجة السليمة، وخاصة بطانة المفاصل، مما يسبب التهابًا وألمًا وتورمًا وتصلبًا. إذا تُرك دون علاج، يمكن أن يؤدي إلى تلف دائم في المفاصل، ويؤثر في بعض الأحيان على أعضاء أخرى في الجسم مثل القلب والرئتين والعينين.
1. الأسباب
السبب الدقيق لمرض الروماتويد المفصلي غير معروف حتى الآن. ومع ذلك، يعتقد الخبراء أنه ينتج عن مزيج من العوامل الوراثية والبيئية ونمط الحياة. وتشمل عوامل الخطر التي قد تزيد من احتمال الإصابة بالمرض:
1-1– الجنس: النساء أكثر عرضة للإصابة بالمرض بثلاثة أضعاف مقارنة بالرجال.
1-2- العمر: يمكن أن يحدث في أي عمر، ولكنه يبدأ في أغلب الأحيان في منتصف العمر.
1-3- التاريخ العائلي: وجود تاريخ عائلي للإصابة بالمرض أو بأمراض المناعة الذاتية الأخرى يزيد من خطر الإصابة.
1-4- التدخين: يزيد التدخين من خطر الإصابة ويجعل المرض أكثر حدة.
1-5- السمنة: الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة أكثر عرضة للإصابة.
1-6- التهاب اللثة: قد يزيد التهاب اللثة الشديد من خطر الإصابة بالمرض.
2. الأعراض
تبدأ أعراض الروماتويد المفصلي عادة بشكل تدريجي وتتفاقم بمرور الوقت. وتتضمن الأعراض الشائعة ما يلي:
2-1- ألم وتورم وتصلب في المفاصل: غالبًا ما يظهر في المفاصل الصغيرة في اليدين والقدمين، ويكون التورم في نفس المفاصل على جانبي الجسم.
2-2- تيبّس الصباح: الشعور بتصلب المفاصل بعد الاستيقاظ من النوم، والذي يمكن أن يستمر لأكثر من 30 دقيقة.
2-3- الإرهاق (التعب): شعور مستمر بالتعب والإرهاق.
2-4- الحمى وفقدان الوزن: قد يصاحب المرض حمى خفيفة وفقدان غير مبرر للوزن.
2-5- عقيدات الروماتويد: كتل صلبة تحت الجلد تظهر غالبًا في الذراعين.
2-6- أعراض أخرى: قد يؤثر المرض على أعضاء أخرى، مما يسبب مشاكل في العينين، أو القلب، أو الرئتين.
3. العلاج
لا يوجد علاج شافٍ لمرض الروماتويد المفصلي، ولكن يمكن التحكم في أعراضه وإبطاء تطوره بشكل فعال. يعتمد العلاج على شدة الأعراض ويتضمن عادة:
3-1- الأدوية:
أ- مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs): تساعد في تخفيف الألم والالتهاب.
ب- الكورتيكوستيرويدات (الستيرويدات): تقلل الالتهاب والألم وتبطئ تلف المفاصل.
ج- الأدوية المضادة للروماتيزم المعدلة لسير المرض (DMARDs): تبطئ من تطور المرض وتحمي المفاصل من التلف الدائم.
د- العلاجات البيولوجية: تستهدف أجزاء معينة من الجهاز المناعي التي تسبب الالتهاب.
ذ- العلاج الطبيعي: يساعد في الحفاظ على مرونة المفاصل وتقليل تأثير المرض على الأنشطة اليومية.
س- العمليات الجراحية: في الحالات الشديدة التي يكون فيها تلف المفاصل كبيرًا، يمكن اللجوء إلى الجراحة لإصلاح التلف أو استبدال المفصل.
4. الوقاية
بسبب عدم معرفة السبب الرئيسي للمرض، لا توجد طريقة مضمونة للوقاية منه. ومع ذلك، يمكن لبعض التغييرات في نمط الحياة أن تقلل من خطر الإصابة به أو تساعد في التحكم بأعراضه إذا ظهرت:
4-1- الإقلاع عن التدخين: يعتبر من أهم عوامل الوقاية من المرض، حيث يقلل من خطر الإصابة وشدة الأعراض.
4-2- الحفاظ على وزن صحي: السمنة تزيد من خطر الإصابة.
4-3- اتباع نظام غذائي صحي: تناول الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة ومضادات الالتهاب يمكن أن يكون مفيدًا.
4-3- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام: تساعد على تقوية المفاصل والعضلات والحفاظ على مرونتها.
4-4- الحماية من الإصابات: تجنب الضغط المفرط على المفاصل.
ملاحظة هامة: هذه المعلومات هي لأغراض توعوية فقط، ويجب استشارة الطبيب المختص للحصول على التشخيص الدقيق والعلاج المناسب.
