كتبت/ رانده حسن
إذا كانت المرأة متعافية نفسيا وطاقيا، يمكنها تغيير حياة الرجل، لأنها مدركة ماهيته واهتماماته وكيفية تفكيره، خاصة إذا كانت تحبه حقا.
من المعلوم أن غرور الرجل يجعله لا يقبل أن يفرض عليه أحد أمرا أو رأيا أو فعلا، ولكن أمام تلك المرأة يبدأ في التعلق بها وتنفيذ رغباتها برغبته، دون اعتراض، بل يعيش لها وحدها دون غيرها.
الرجل حينما يشعر بقوة المرأة، ليس القوة الجسدية، بل قوة الشخصية والرأي والفكر والحضور، يفتح قلبه ويُخرج ما يكنه من آلام وأحلام، يشاطرها روحه وعقله، حتى أنها تفهمه أكثر مما يعرف نفسه.
المرأة المتعافية نفسيا، هي امرأة لا تفرض سيطرتها، بل بتناغم وانسجام يصل إلى الروح والقلب، تجعل الرجل يعكس ما بداخله أمامها كأنه يقف أمام مرآة لا يرى نفسه، بل يراها هي، لأنها أصبحت انعكاسا لروحه.
في وجودها يشعر بالأمان والفرحة والسعادة، وتتسارع دقات قلبه، فيرغب أن يكون أفضل لأجلها. طاقتها تلهمه التغيير في حياته كلها، فيخرج من الشرنقة التي كان بداخلها ليصبح فراشة تطير في عالم جديد، مغيرا عاداته وأفكاره ومخططاته، ويُخرج أجمل ما بداخله.
المرأة المتعافية نفسيا لها طاقات عدة: الطفولية، الذكورية، والأنثوية، وبفضل هذا التكامل تستطيع التعامل مع شريكها.
تلك المرأة لا تبحث عن الحب المادي (الحب الجسدي)، بل تدرك أن الحب هو الألفة والمحبة والتفاهم والتناغم والانسجام العقلي والروحي، لتتحول لغة الحب إلى عشق أعمق.
المرأة المتعافية لا تخجل أن تبوح بضعفها وانكسارها، تخرج ما بداخلها من وهن وجرح دون شرط، تضمد جراحها وترتب عقلها وتدرك إمكانياتها، فتخرج من كسرها أنثى جديدة أكثر فهما ووعيا ونضجا.
قد يبحث الرجل طوال حياته عن دواء لروحه وعقله وقلبه، قد يجده وربما لا، لكن إذا صادف تلك المرأة سيعلم أنها حمايته من قسوة الأيام، هي الحضن الدافئ والعقل الواعي والروح الباعثة للحياة.
إن المرأة المتعافية نفسيا مزيج من الرقة والحنان والقوة.
