د. إيمان بشير ابوكبدة
أعلن علماء من جامعة كامبريدج عن اكتشاف طبي واعد قد يغير مسار علاج التصلب اللويحي، وذلك بفضل خلطة دوائية جديدة أظهرت قدرتها على ترميم الأعصاب التالفة لدى المصابين بالمرض.
وبحسب ما نشره الباحثون، فإن الجمع بين دوائين معروفين بالفعل – وهما الميتفورمين، المستخدم عادة لعلاج داء السكري، والكليماستين، وهو دواء شائع مضاد للهيستامين – قد يفتح آفاقاً غير مسبوقة في علاج هذا المرض المزمن.
تحفيز إصلاح الميالين
شارك في التجارب السريرية نحو 70 مريضاً، وأظهرت النتائج أن هذا المزيج الدوائي يمتلك القدرة على تحفيز إصلاح الميالين، وهو الغلاف الواقي للألياف العصبية الذي يتعرض للهجوم والتلف عند الإصابة بالتصلب اللويحي.
تشير المؤشرات الإيجابية إلى أن العلاج ينجح في حماية الأعصاب من المزيد من التلف. فقد وجد الباحثون أن سرعة انتقال الإشارات العصبية بقيت مستقرة لدى المجموعة التي تلقت المزيج الدوائي، بينما تراجعت هذه السرعة بشكل ملحوظ لدى المشاركين الذين تناولوا دواءً وهمياً (بلاسيبو).
خطوة نحو إبطاء الإعاقة
على الرغم من أن المرضى الذين تلقوا العلاج لم يلحظوا تحسناً فورياً في الأعراض اليومية، يرى العلماء أن هذه النتائج تمثل خطوة أساسية ومهمة جداً، إذ إن ترميم الميالين وحماية الأعصاب قد يساهم بشكل فعال في إبطاء تطور الإعاقة المرتبطة بالتصلب اللويحي على المدى الطويل.
إذا ما أكدت الدراسات المستقبلية فعالية وأمان هذه الطريقة العلاجية، فإنها قد تمهد الطريق أمام تطوير فئة جديدة بالكامل من العلاجات ليس فقط للتصلب اللويحي، بل وربما لأمراض التنكس العصبي الأخرى مثل ألزهايمر وباركنسون.
