كتب / عادل النمر
في مثل هذا اليوم، الرابع عشر من أكتوبر، تمر الذكرى الخامسة لرحيل عملاق السينما المصرية محمود ياسين، الذي ترك بصمة خالدة في تاريخ الفن العربي.
خمسة أعوام على الرحيل، وما زال حضوره يملأ القلوب، وصوته الرخيم يذكّرنا بزمن الفن الأصيل.
وُلد الفنان محمود فؤاد محمود ياسين في مدينة بورسعيد عام 1941، وتخرّج في كلية الحقوق بجامعة عين شمس عام 1964. ورغم تفوقه الدراسي، اختار طريق الفن ورفض الوظيفة الحكومية، مؤمنًا بأن رسالته الحقيقية على خشبة المسرح وأمام الكاميرا.
بدأ مشواره الفني من المسرح القومي، حيث تألق بصوته وقدراته اللغوية المتميزة، وقدم أعمالًا مسرحية راقية مثل ليلى والمجنون، سليمان الحلبي، الخديوي، والزير سالم. وقد تم تعيينه لاحقًا مديرًا للمسرح القومي قبل أن يستقيل بعد عام واحد فقط.
ومن خشبة المسرح إلى شاشة السينما، كتب محمود ياسين فصول المجد في أفلام أصبحت من كلاسيكيات الفن المصري.
في سبعينيات القرن الماضي، كان النجم الأول في مصر ورمز السينما الذهبي، وصوت جيلٍ بأكمله وصورةً للوطن في لحظاته الحزينة والحالمة بعد النكسة والنصر.
شارك أهم نجمات السينما المصرية، وقدم ثنائيات لا تُنسى مع نجلاء فتحي ونيللي، لتظل صور الحب والبطولة محفورة في ذاكرة الفن.
ومن أبرز أعماله:
= أفلام الحرب والوطنية:
الرصاصة لا تزال في جيبي – أغنية على الممر – الصعود إلى الهاوية – الوفاء العظيم – الظلال في الجانب الآخر – حائط البطولات
= الأفلام الرومانسية:
جفت الدموع – نحن لا نزرع الشوك – أنف وثلاث عيون – الخيط الرفيع – اذكريني – أفواه وأرانب – حب وكبرياء – لا يا من كنت حبيبي
= الأفلام الاجتماعية والدرامية:
العذاب امرأة – الحرافيش – على من نطلق الرصاص – الجلسة سرية – الشيطان امرأة – السادة المرتشون – الباطنية – شيء من الخوف – الجزيرة
= كما تألق في الدراما التلفزيونية من خلال مسلسلات:
سوق العصر – العصيان – اللقاء الثاني – غدًا تتفتح الزهور – أبو حنيفة النعمان – أيام المنيرة
وغنّى “حلوة يا زوبة” مع مجموعة من الأطفال في مسلسل غدًا تتفتح الزهور، كما قدّم فقرات شعرية ووطنية بصوته العذب، فكان مثالًا للفنان المثقف الهادئ الرزين.
توفي محمود ياسين في 14 أكتوبر 2020، بعد رحلة فنية امتدت لأكثر من نصف قرن، ليظل رمزًا خالدًا من رموز العصر الذهبي للفن المصري، وصوتًا لا ينساه محبو السينما.
رحل الجسد… وبقي الحضور والضياء
