كتبت: د. إيمان بشير ابوكبدة
تُعد الزهور من أقدم وسائل التعبير عن المشاعر والجمال، فهي تحمل رموزًا عاطفية وثقافية عميقة، وتُضفي على المكان حياةً وروحًا مفعمة بالبهجة. ومع تطور الذوق العام والاهتمام بالفنون الجمالية، أصبح فن تنسيق الزهور من أبرز الفنون التي تجمع بين الإبداع والانسجام البصري.
فن له جذور عريقة
يعود تاريخ تنسيق الزهور إلى الحضارات القديمة، حيث استخدم المصريون واليونانيون والرومان الزهور في الطقوس الدينية والمناسبات الرسمية. ومع مرور الزمن، تحوّل هذا الاستخدام من مجرد تزيين إلى فن مستقل له قواعده ومبادئه، يتداخل فيه علم الألوان والتوازن والتصميم.
علم الألوان والانسجام
يقوم منسق الزهور على دراسة الألوان وتناسقها، فاختيار درجات الزهور لا يكون عشوائيًا. فالألوان الدافئة مثل الأحمر والبرتقالي تُعبّر عن الطاقة والحيوية، بينما الألوان الهادئة كالوردي والأبيض تمنح إحساسًا بالصفاء والسكينة.
ويحرص المصممون على خلق توازن بصري بين الزهور الكبيرة والصغيرة، الطويلة والقصيرة، لتحقيق تناغم طبيعي يُشبه لوحة فنية متكاملة.
الزهور… لمسة في كل مناسبة
أصبح تنسيق الزهور عنصرًا أساسيًا في مختلف المناسبات الاجتماعية والرسمية، بدءًا من حفلات الزفاف إلى المؤتمرات والفعاليات العامة. كما تجد الزهور طريقها إلى المنازل والمكاتب والفنادق، لتُضفي دفئًا وأناقةً على المكان.
وفي السنوات الأخيرة، ازداد الإقبال على تعلم هذا الفن، سواء كمهنة أو كهواية، لما يقدمه من راحة نفسية وإبداع شخصي.
لمسات مهنية تضمن الجمال
يشير خبراء تنسيق الزهور إلى أن نجاح التصميم يعتمد على عدة عناصر، من أهمها:
اختيار الزهور الموسمية لضمان الانتعاش الطبيعي والألوان الزاهية.
الاهتمام بتناسب الإناء مع الزهور من حيث اللون والحجم.
التحكم في الارتفاعات لإبراز كل زهرة دون طغيان الأخرى.
الحفاظ على نضارة الزهور بتغيير الماء يوميًا وقص السيقان بزاوية حادة.
تعبير فني وعاطفي
لا يقتصر فن تنسيق الزهور على الجمال البصري فحسب، بل يحمل رسائل رمزية، فزهرة واحدة قد تُعبّر عن الامتنان، وأخرى عن الحب أو الأمل. لذلك يُعتبر هذا الفن لغة راقية للتواصل الإنساني، تتجاوز الكلمات إلى الإحساس.
