د.نادي شلقامي
في ظل صراع مستمر لتأمين الرعاية الصحية الأساسية لسكانها، تواجه القارة الأفريقية الآن جبهة جديدة وأكثر خطورة تُهدد سنوات من التقدم الطبي؛ إذ دقّت منظمة الصحة العالمية ناقوس الخطر بشأن الارتفاع المقلق لمعدلات مقاومة الأمراض للمضادات الحيوية في المنطقة. التقرير الصادر عن المنظمة لم يكتفِ برصد المشكلة، بل كشف عن واقع مرير يؤكد أن القارة تتجاوز المتوسط العالمي في نسبة العدوى التي باتت عصية على العلاج، حيث أن واحدة من كل خمس حالات عدوى لم تعد تستجيب للمضادات الحيوية التقليدية. هذا التفاقم يعكس ضرورة قصوى لثورة في آليات المراقبة السريرية والاستخدام المسؤول للأدوية، لضمان ألا تتحول أبسط الالتهابات إلى تهديد مميت في أنظمة صحية تواجه تحديات جمة بالفعل.
ونقلت وكالة «إيكوفين» المتخصصة في الشؤون المالية والاقتصادية الإفريقية عن تقرير منظمة الصحة العالمية تحت عنوان «المراقبة العالمية لمقاومة مضادات الميكروبات لعام 2025» أن واحدة من كل 5 حالات عدوى بكتيرية مؤكدة مختبريا غير مستجيبة للعلاجات التقليدية؛ لذلك صارت مقاومة المضادات الحيوية تهديدا متزايدا على مستوى العالم، لا سيما في إفريقيا.
وبحسب التقرير، تمثل البكتيريا سالبة الجرام، مثل الإشريكية القولونية والكلبسيلة الرئوية، التهديد الرئيسي، علما بأن أكثر من 70% من السلالات الأفريقية مقاومة للجيل الثالث من السيفالوسبورينات، وهو أحد أقوى المضادات الحيوية المستخدمة كعلاج قياسي لالتهابات مجرى الدم.
ونبه التقرير إلى أن هذا التوجه يحد من خيارات العلاج، لا سيما في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، حيث لا تزال المضادات الحيوية، التي تعد الملاذ الأخير، غير متاحة، ويثير هذا الوضع قلق الخبراء الأفارقة بالفعل.
ودعت المنظمة التابعة للأمم المتحدة إلى تعزيز أنظمة المختبرات، وتشجيع الاستخدام الرشيد للمضادات الحيوية، بالإضافة إلى تشجيع التعاون بين القطاعات لتجنب أزمة صحية عالمية.
منظمة الصحة العالمية تحذر: البكتيريا تنتصر على الأدوية وفاعلية المضادات الحيوية تتراجع
668
المقالة السابقة
