بقلم: أحمد القاضي الأنصاري
الذكاء هدية نادرة، لكنه في الوقت نفسه عبء ثقيل على صاحبه.
فالعقول اللامعة لا تهدأ، تسأل أكثر مما تُجاب، وتفكر في كل ما يمرّ أمامها.
الذكي يرى الزوايا المخفية في كل أمر، ويحلل كل كلمة، ويدرك ما وراء النظرات.
يُرهق نفسه بالتفاصيل لأنه لا يعرف طريق البساطة.
ربما يظنه الناس محظوظًا، لكنه كثيرًا ما يتمنى أن يعيش ببساطة من حوله.
فالذكاء إذا لم يُوجَّه بحكمة، يتحول إلى دائرة من القلق الدائم.
الحكمة هي ميزان الذكاء، من دونها يصبح العقل سيفًا على صاحبه.
العقل الهادئ لا يقل ذكاءً، لكنه يعرف متى يتوقف عن التفكير الزائد.
في زمنٍ يمجد السرعة والمظاهر، صار الذكي الحقيقي هو من يعرف متى يتغافل.
الذكاء لا يعني أن تعرف كل شيء، بل أن تدرك ما الذي يستحق أن تشغل به بالك.
هناك من يعيش بسعادة لأنه اختار أن يجهل بعض الأشياء عن قصد.
وهناك من يعيش في توتر لأنه يرى أكثر مما يجب.
الذكاء الحقيقي أن تضع كل فكرة في مكانها الصحيح، ولا تسمح لها أن تسرق راحتك.
فكر بعمق، لكن عش ببساطة، عندها فقط يصبح ذكاؤك نعمة لا نقمة.
