قيام الليل.. لذة لا توصف

بقلم: خديجة ربيع * أسيرة القلم*
لن أجمعه في سطور، فللطاعات لذة لا تُوصف، ولقيام الليل طَعمٌ لا يدركه إلا من ذاقه، وسَكينة لا يهبها الله إلا لخواص عباده.
يعمّ السكون أرجاء المكان، وماء الوضوء لا يزال يبلل وجهي، والهواء البارد يصافح عنقي في هدوء الليل، فأتوجه إلى القِبلة رافعةً يديّ مبتهلة، يبتلعني الظلام وتضيء أنوار الإيمان قلبي، ويُرفع الأذان: الله أكبر… كم جميل هذا النداء حين يغشاني في سكون الليل، فيقشعر بدني، وتبتهج روحي بنور القرب من الله.
أهرول من هموم الدنيا وأغتسل بها بماءٍ بارد، ثم أحتوي قلبي بسجدة خالصة، تنهمر فيها دموعي، وأبوح بهمّي، فيُسمع صوتي في السماء وأنا أناجي الرحيم، موقنةً أنه يستجيب لصوتٍ مُنهَك، لا يرى بابًا غير بابه، ولا راحة إلا في جواره.
أدركت حينها أن لا شيء في الدنيا يستحق أن أتألم لأجله سوى ذنوبي، فأستنطق الاستغفار، فيشفع لي ربي وينشرح صدري، فقد أمهلني، حتى انكسرت نفسي أمامه وتبت. عندها، نبت في قلبي عشق للقرآن، فبدأت السعادة تتدفق، وتملأ وجداني بأنوار لا تنطفئ.
أسمع التلاوة الخاشعة، وأتأمل في رحاب آياته، أنتقل بين حروفها وكأنني أتنقل بين جنّات، وكم أستلذّ راحتي في خشوعي وتضرعي بين يديه!
وكم أشتاق أن أمدّ يديّ يومًا، فألمس كفّ الحبيب صلى الله عليه وسلم، فيسقيني فلا أظمأ أبدًا.