تقارير

أزمة النزوح في السودان تتفاقم: واحد من كل ثلاثة سودانيين أُجبر على الفرار

د/حمدان محمد
تشير أحدث التقارير الصادرة عن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى أن السودان يشهد واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخه، حيث أُجبر واحد من بين كل ثلاثة سودانيين على الفرار من منزله بسبب النزاع المستمر منذ أكثر من عشرة أشهر.
ومع تصاعد القتال بين الأطراف المتناحرة، تفاقمت أوضاع النازحين داخليًا واللاجئين إلى دول الجوار، مثل تشاد وجنوب السودان وإثيوبيا. ووفقًا لتقديرات المفوضية، فإن عدد النازحين داخليًا تجاوز 8 ملايين شخص، بينما عبر أكثر من 1.5 مليون لاجئ الحدود بحثًا عن الأمان، مما يجعل هذه الأزمة واحدة من أكبر أزمات النزوح في العالم.
ويعتبر شرق السودان، الذي يضم ولايات كسلا والبحر الأحمر والقضارف، من المناطق التي استقبلت أعدادًا كبيرة من النازحين الفارين من الخرطوم ودارفور ومناطق النزاع الأخرى. ومع ضعف البنية التحتية في هذه الولايات، تزداد الضغوط على الخدمات الصحية والتعليمية، إضافة إلى نقص الغذاء والمياه الصالحة للشرب.
وعليه فقد دعت المفوضية والمنظمات الإنسانية إلى توفير دعم عاجل لملايين السودانيين المتضررين، مؤكدةً أن الاستجابة الدولية لا تزال دون المستوى المطلوب مقارنة بحجم الكارثة. كما حذرت من مخاطر المجاعة والأوبئة في ظل انهيار النظام الصحي في العديد من المناطق.
وبينما تتواصل الجهود الإغاثية، يؤكد خبراء أن الحل الوحيد لإنهاء مأساة النزوح الجماعي يكمن في وقف القتال والتوصل إلى تسوية سياسية شاملة. ومع استمرار الصراع، يظل ملايين السودانيين بين مطرقة العنف وسندان التشرد، في انتظار بصيص أمل يعيد إليهم الاستقرار والحياة الكريمة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى