مقالات

جرائم الطفولة.. حين يصبح البيت فخًا للموت!

د/حمدان محمد
صُدم الشارع المصري بخبر مروّع: طفلة في الخامسة من عمرها تُفقد منذ الأمس، ليتم العثور عليها مقتولة داخل حقيبة، في قلب منزلها! كيف يُعقل أن يكون بيتها، الذي يفترض أنه أكثر الأماكن أمانًا لها، هو نفسه مسرح الجريمة؟!
هذه لم تكن مجرد جريمة قتل، بل كانت اغتيالًا لطفولة بريئة، لصوت ضحكات كان يجب أن يملأ المكان، لحلم صغير كان يفترض أن يكبر. لكنها بدلاً من ذلك، وُجدت جثة هامدة داخل حقيبة، وكأن أحدهم أراد إخفاء الحقيقة، لكنها انفجرت كالصاعقة في وجه المجتمع.
ولكن كيف وصلنا إلى هنا؟
تصاعد العنف ضد الأطفال: لم تعد هذه الجرائم فردية أو استثنائية، بل أصبحت متكررة بشكل مخيف، ما يطرح تساؤلات حول انعدام الأمان حتى داخل البيوت!
فتغيّر القيم المجتمعية: في الماضي، كان الأطفال يُعاملون كأمانة، واليوم نسمع عن تعذيب وقتل واغتصاب داخل الأسرة نفسها!
وغياب الرقابة الأسرية: كيف اختفت الطفلة من بيتها ولم يلحظ أحد؟ وهل كان هناك إهمال أم تعمّد؟
وبالتأكيد، سيطالب الجميع بأشد العقوبات للقاتل، لكن العقاب وحده لن يعيد الطفلة، ولن يمنع تكرار المأساة. نحن بحاجة إلى:
1. تشديد قوانين حماية الطفل: العقوبات يجب أن تكون رادعة، خاصة في الجرائم الأسرية.
2. تعزيز دور المؤسسات الاجتماعية: حماية الأطفال يجب ألا تكون مسؤولية الأهل فقط، بل مسؤولية مجتمع كامل.
3. رفع الوعي بمخاطر العنف الأسري: لا بد من كسر حاجز الصمت حول الإساءات التي يتعرض لها الأطفال داخل البيوت.
هذه ليست مجرد قضية جنائية، بل جرس إنذار لمجتمع يفقد إنسانيته تدريجيًا. يجب أن نعيد النظر في مفاهيم التربية والأمان والمسؤولية، لأن الأطفال ليسوا مجرد أرقام في عناوين الأخبار، بل أرواح بريئة تستحق أن تعيش بأمان.
فإلى متى سنقرأ عن طفولة مقتولة؟!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى